خبر وتعليق الأمم المتحدة تنصح الفقراء بأكل الحشرات
الخبر:
نشرت البي بي سي والعديد من الصحف العربية والعالمية يوم الإثنين 13/5/2013 التقرير الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة والذي جاء فيه “إن تناول الحشرات مغذ للبشر ومن شأنه أيضا خفض التلوث البيئي.” كما جاء في التقرير أن الدبابير والخنافس وغيرها من الحشرات لا يتم استغلالها بالشكل المطلوب كطعام للبشر والماشية، مضيفا أن تربية الحشرات تعتبر “من أساليب معالجة مشكلة الأمن الغذائي” ويؤكد التقرير إن تناول الحشرات يعتبر “مهم جدا خصوصا كإضافة غذائية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.” وميزة الحشرات أنها متوفرة في كل مكان كما أنها غنية بالمعادن والبروتينات حسب قولهم.
التعليق:
صدق من قال: كل إناء بما فيه ينضح.. هذا إعلان رسمي للمنظمة سيئة الذكر عن إفلاسها الفكري والأخلاقي وعجزها عن وضع أي تصور لكيفية معالجة مشكلة الفقر وغياب الأمن الغذائي الذي يعاني منه الملايين عبر العالم حتى ترك الفقراء الحديث عن أسعار اللحوم ناهيك عن الحلم بشرائها. وهذا ليس بمستغرب لأن الأزمة الغذائية وتفاقم الفقر هو نتاج السياسات الاقتصادية الرأسمالية الفاشلة المفروضة على معظم بلدان العالم، سياسات أدت لاتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء وتفاقم مشكلة غياب الأمن الغذائي الناتجة عن سوء التخطيط والتوزيع لا عن شح الموارد.
هل يعقل أن تنصح منظمة الأغذية والزراعة فقراء العالم باستهلاك الحشرات وهم سكان بلاد مشهورة بالثروة الحيوانية ويمتلكون حقولاً على مد البصر تنبت الأرض فيها الفواكه والبقول وكل ما لذ وطاب. هل المفروض أن يقبل العالم بالأوضاع الحالية فتترك الأرض لتبور وتنفق الماشية ولا يبقى لنا سوى الحشرات (أجلكم الله) ثم يتبجح واضعو التقرير معتبرين شعور الناس بالقرف من الحشرات عدم وعي يستدعي إصدار التقارير وتوضيح فوائد الحشرات ونماذج التنمية القائمة على مزارع الحشرات في الدول النامية!!.. من مكن أمثال هؤلاء من رقاب البشر وأية سطوة هذه التي تجعلهم يتمادون لهذا الحد؟
كم من ممثلي الأمم المتحدة العابثين بحياة البشر يقتاتون على الحشرات؟ كم من ملوك ورؤساء ووزراء العالم تركوا الزاد واكتفوا بالحشرات؟ هل استبدل موظفو الأمم المتحدة حياة الترف والمميزات الخاصة التي تُستقطع تكلفتها من المنح التي تأتيهم باسم ضحايا المجاعات؟ يعيش ممثلو الأمم المتحدة في بحبوحة من أموال تستجدى بعد نشر صور مهينة للأطفال الفقراء وهم على مشارف الموت أو صورة لنساء مكلومات تحاول الواحدة أن ترضع صغيرها ورمقها يعكس حال الأرض القاحلة بينما يتسارع مصوروهم ليلتقطوا نظرة البؤس من عيون جفت فيها الدموع لتقع كالنبال على كل من ينظر إليها من المتبرعين. تجمع الأموال والتبرعات لكي تضيع بين الرسوم والامتيازات ولا ينال الفقراء سوى الفتات.
إن دعوة الأغنياء لتجربة كل جديد من باب الترف مختلفة تماماً عن دعوة منظمة مفوضة من قبل حكومات العالم لتطوير وتأمين سبل الأمن الغذائي وحماية الفقراء من ويلات الجوع وسوء التغذية. هذه الدعوة يدرك أبعادها كل منصف ولا يستغربها أي متابع يعرف نظرة الغرب للعالم الثالت وازدراءهم لشعوب الدول النامية. فلا ضير إن استهلك أهل المستعمرات الحشرات بينما قطاع الزراعة في أمريكا يحظى بمعاملة خاصة وجملة من المميزات التي تصون حقوقه وتجعله في حالة تفوق دائم. حماية تشمل إتلاف الفائض من المحاصيل الزراعية في أمريكا حتى تتحكم الحكومة في أسعار السوق.
أما آن لأمة الإسلام أن تعتلي مكانتها تقود العالم وتصون كرامة البشر.. أما آن أن نقوم بواجبنا كخير أمة أخرجت للناس وننشر نور الإسلام في العالم؟ أبعد أن كنا ننثر القمح على رؤوس الجبال؛ لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين نخير بين الموت جوعاً أو الموت ذلاً وكمداً ونرضى بحكم من لا يخاف فينا إلاً ولا ذمة؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم، كما يرزق الطير، تغدو خماصا، وتروح بطانا }.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب لتحرير
أم يحيى بنت محمد