Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وغير تقي يأمر الناس بالتقى

الخبر:

نقلت صحيفة الزمان بتاريخ 18 أيار 2013 خبرا مفاده أن الأمم المتحدة حملت ساسة العراق مسؤولية حقن الدماء وحماية المواطنين داعية إلى حوار ينقذ البلاد من المصير المجهول..! ودعا ممثلها مارتن كوبلر جميع القادة إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين، وقال في بيان له: (إن مسؤولية حقن الدماء وحماية مواطنيهم في هذه البلاد تقع على عاتق جميـع القادة) مشيراً إلى أن (الأطفال الصغار يحرقون داخل السيارات وهم أحياء والمصلون يقطعون أشلاء خارج مساجدهم… لقد فاق الأمر حد عدم القبول به).


التعليق:

هذا الخبر جاء على خلفية المصائب التي تنزل تترى على العراق تارة بالمفخخات والعبوات الناسفة، وأخرى بالخطف والدَّهْم والسجون، وثالثة بالتمزق والعوز والفقر في أغنى بلدان الأرض… وللتعليق عليه أقول وبالله التوفيق:

أولا: إن هيئة الأمم المتحدة ما قامت أصلا إلا لتمكين الدول الكبرى من الهيمنة على مقدرات شعوب الأرض المستضعفة، وإضفاء الشرعية على جرائم تلك الدول المستعمرة التي تزعم ليل نهار أنها واحة للديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، وهو زعم كاذب ما عاد ينطلي على أحد فقد أذاقوا بلدانا كثيرة في العالم الويلات وأذلوا شعوبها وما جرى ويجري في فلسطين وأفغانستان والعراق وسوريا ومالي على مرأى ومسمع الهيئة المذكورة إلا أدلة فاضحة تصفع وجوه الجبابرة الأفاكين.. فهلا بادرت برفع الحيف عنهم.

ثانيا: إن دعوة مثل هذه (لقادة) المسلمين تُعدّ في ميزان السياسة الحقة تدخلا سافرا في شؤون الدول، وإنه لعارٌ على حكام المسلمين إذا سمحوا بأمثال تلك الممارسات، ذلك أن الله قد أغنانا بشرع عظيم وهدي مستقيم فيه السياسة العادلة والمعالجات الصحيحة لمشاكل الإنسانية كافة في أمور الحياة والدولة والمجتمع مصداقا لقول الله عزوجل: “ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)”. فما حاجتنا لنصح اليهود والنصارى أولي العهر والغدر وفساد الذمم؟!

ثالثا: وأخيرا وليس آخرا، فما أصاب العراقيين من خسف وقتل وإذلال لم يكن بعيدا عن تلك المؤسسة الدولية بل كان من ثمار مؤامرات مجلس الأمن والهيئات التابعة لها التي باركت احتلال العراق وأخضعت كل مقدراته لقوانينها الجائرة التي نهانا الله تعالى عن الاحتكام لها بل أمرنا أن نكفر بها. كذلك فإن (قادة) العراق جاءت بهم أمريكا حين احتلالها البغيض، وفرضتهم على رقاب الشعب مكافأة لهم على (تعاونهم) معها في إنجاح مشروعها الذي اتخذ من المحاصصة العرقية والمذهبية منهجا لتفتيت البلد في نهاية المطاف. وإن الحال سيستمر حتى يأذن الله تعالى بشروق شمس الخلافة لتحقن دماء المسلمين وغيرهم من رعايا الدولة.

 

“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”.

 

 

أبو زيـد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق