خبر وتعليق روسيا تتقاضى أجرها من اليمن عاجلاً غير آجل
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة الحكومية اليومية الصادرة في اليمن يوم الاثنين 20 أيار/مايو الجاري في عددها 17714 خبراً على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان “شركات روسية تزور اليمن الشهر القادم لتوقيع عقود استثمارية” قالت فيه “استقبل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، أمس بمكتبه بدار الرئاسة سفير روسيا الاتحادية سيرجي كوزولوف الذي سلم للأخ الرئيس رسالة من الرئيس الروسي…”. وأضافت الصحيفة “وقد جرى خلال اللقاء بحث المستجدات والتطورات الأخيرة على مختلف صعد تنفيذ التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن.
وأكد السفير الروسي في هذا الصدد دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا الاتحادية للرئيس عبد ربه منصور هادي في كل الخطوات والإجراءات والقرارات التي يتخذها من أجل نجاح المرحلة الانتقالية وخروج اليمن من الظروف الصعبة إلى واحة الأمن والأمان وبما يحفظ استقرار ووحدة اليمن.
وأكد أن عدداً كبيراً من الشركات الروسية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بما في ذلك شركة غاز بروم الروسية العملاقة ستقوم بزيارة اليمن لتوقيع عقود استثمارية وتجارية في مختلف المجالات الشهر القادم، منوهاً بأن هذه الخطوة تأتي ترجمة لنتائج زيارة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي لروسيا الاتحادية مؤخراً”.
التعليق:
بدلاً من أن تأتي الشركات الروسية كغيرها من الشركات النفطية الغربية، للاستحواذ على عقود وأموال ليس من حقها الحصول عليها، يذهب رأس النظام الحاكم في اليمن بنفسه لعرضها عليها وتمكينها منها، خارج إطار التنافس الذي تضعه وزارة النفط في اليمن للشركات النفطية الغربية الراغبة في الاستحواذ على استثمارات في القطاعات النفطية.
من المرجح أن تقوم الشركات النفطية الروسية بالعمل في الجزء الجنوبي من اليمن، الذي عملت فيه البعثات الجيولوجية الروسية ما قبل العام 1990م، لدرايتها بطبيعته الجيولوجية، ولضخامة مكامن النفط المتوقعة فيه، ولقطع الطريق على الأمريكان الذين يتطلعون للقدوم للعمل في ذلك الجزء للاستحواذ على احتياطياته النفطية والمضي في مخططهم في فصله عن الجزء الشمالي لتفتيت اليمن.
إن حصول روسيا على هذا العرض النفطي السخي هو ثمن وقوفها إلى صف وحدة اليمن جنباً إلى جنب مع بريطانيا في وجه المخططات الأمريكية الرامية إلى تفتيت اليمن، فقد صرح السفير الروسي في اليمن سيرجي كوزولوف في 08/06/2012م “باستصدار قرار دولي لضمان الوحدة” وأعاد كوزولوف القول نفسه في مناسبات أخرى مختلفة لاحقة. ولا يخفى أيضاً بأن روسيا هي إحدى الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، التي إنما تعمل لصالح نفسها، وتُظهِرُ نفسها أمام العالم أنها تعمل لأجل اليمن.
ألم تروا يا مسلمون كيف أصبحنا بعد القضاء على كياننا السياسي “دولة الخلافة”، وتمزيقنا وفق مخطط سايكس ـ بيكو، ففي الوقت الذي تعلن فيه روسيا يوم الأحد 19/05/2013م على لسان قائدها العام للأسطول البحري الروسي فيكتور تشيركوف لوكالة الأنباء الروسية نوفوستي أنها تعد لإرسال 5 ـ 6 قطع بحرية إلى البحر الأبيض المتوسط لدعم النظام المجرم في سوريا الشام في وجه تغيير يجتثه، يتم في اليوم نفسه الترحيب في صنعاء بسفيرها في اليمن لتمكين شركات بلاده النفطية من الاستثمار!! وكأن أمر الشام لا يعنينا؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربطهما معاً ضمن أمة من دون الناس بحديثه الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ويَمَنِنَا).
إن استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة، للحكم بالإسلام وتوحيد بلاد المسلمين هي من ستعيدنا أمة واحدة من دون الناس وتخرجنا من سيطرة دول الغرب وتصارعها علينا واستحواذه على ثرواتنا بغير وجه حق.
المهندس شفيق خميس / ولاية اليمن