خبر وتعليق أمريكا تدعم بقاء الأسد حتى انتهاء فترة ولايته
الخبر:
الجزيرة نت – ٢٢/٥/٢٠١٣ ، علم مراسل الجزيرة نت في عمّان محمد النجار أن وفد المعارضة السورية سيلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبل الاجتماع الوزاري في عمان، بهدف الضغط على المعارضة لقبول الحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، والقبول بحكومة انتقالية يكون الأخير طرفا فيها حتى انتهاء ولايته عام ٢٠١٤.
التعليق:
منذ انعقاد مؤتمر جنيف١ قبل عام وما صدر عنه من ( تفاهمات) أمريكية – روسية حول الحل المنشود لما تعتبره قوى الغرب وروسيا بالأزمة، تعمل أمريكا على كافة الأصعدة من أجل تثبيت النظام الحاكم وإعطائه المهل للحفاظ عليه من السقوط خوفا من فقدانها لهيمنتها الاستعمارية في سوريا ومن وصول الإسلام إلى الحكم واجتثاث النظام البعثي برمته.
وقد تعمدت أمريكا في تفاهماتها مع روسيا، أن تبقي مستقبل الأسد مجهولا في الحل، أملاً في صقل البديل قبل انتهاء فترة ولاية الأسد في الحكم، وفي حال فشلها في تحقيق ذلك، فستعمل على تطويع الثوار بشكل تدريجي ومن خلال عملائها في المعارضة المستحدثة من المجلس الوطني ووريثه غير الشرعي المسمى بالائتلاف، ليقبل السوريون بعد إنهاكهم بأعمال الأسد الوحشية وحلفائه في إيران وحزبها في لبنان، يقبلوا بأن يستمر الأسد في الحكم حتى انتهاء مدة ولايته، بل وربما إعطائه الحق (بالترشح) لولاية جديدة مستقبلا، أو الخروج الآمن له ولزمرته الحاكمة، وبهذا تضمن أمريكا بقاء النظام في سوريا كما هو، معقلا للعلمانية وحاميا لكيان يهود.
لقد برهنت أمريكا من خلال قبولها العلني ببقاء الأسد في الحكم حتى عام ٢٠١٤عن فقدانها للبديل الذي يمكن فرضه على الشعب السوري بوسائلها التضليلية الخبيثة، وإن جميع دسائسها قد فشلت وفضحت ولم يبق لها سوى التمسك بالأسد لأطول فترة ممكنة أملاً في حدوث انفراجة على هوى أمريكا تحقق لها الاستمرار في الهيمنة على النظام الحاكم.
إن تفاهمات جنيف ١ أو جنيف ٢ المزمع عقده، ليست سوى ترجمة حقيقية للموقف الأمريكي المعادي للثورة السورية، تعبر فيها عن محاولاتها للالتفاف على الثورة من خلال تمترسها خلف الموقف السياسي الروسي ومن ثم القبول به تدريجيا بخبثها ومؤامراتها المفضوحة.
حقا إن ثورة الشام هي الكاشفة، وبثباتها وتضحياتها كانت أقوى تأثيرا من عوامل التعرية، فعلى صخرتها تعرت أمريكا وروسيا وأوروبا وحكام المنطقة الخونة ومحور المقاومة المزعوم والأدوات الدولية والإقليمية والمعارضة الطفيلية المتسلقة بشقيها العلماني والمتأسلم.
اللهم احفظ الشام بالإسلام واحفظ الإسلام بالشام.
أبو باسل