خبر وتعليق الضالون المضلون أئمة الدين المعتدل
الخبر:
الجزيرة نت: التقى أئمة مسلمون ورجال دين يهود الأربعاء 22-5-2013 في معسكر أوشفيتز النازي السابق في بولندا، وذلك ضمن مساع للتقريب بين أتباع الديانتين. وأدى الأئمة الصلاة قرب “جدار الموت” الذي كان يعدم فيه السجناء داخل المعسكر. وعبر رئيس الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية محمد مجيد عن دهشته عقب زيارة غرفة الغاز والمحرقة، وقال: “إن العالم يجب أن يستخلص دروسا من المحرقة النازية” ، وأضاف “الدرس لنا جميعا هو أن نعيد الالتزام -كمسلمين ويهود ومسيحيين- بحالة إنسانية أفضل، وبألا يقبل أي منا إهدار الآدمية أو إذلال الكائن البشري بأي صورة”. كما وشارك في تنظيم الزيارة، عضو مركز التفاهم بين الأديان في نيوجيرسي الحاخام جاك بمبوراد الذي دعا إلى مزيد من التعاون بين الزعماء الدينيين من أجل الضغط على الساسة للالتزام بتحقيق السلام والحفاظ عليه.
التعليق:
يبدو أن محمد مجيد نسي الهدف الرئيسي من حوار الأديان والذي يدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الحق والباطل، وما هي إلا فكرة غربية خبيثة هدفها الأول إيجاد دين جديد ملفق يعتنقه المسلمون بدل إسلامهم الحنيف.
لتأخير عودة دولة الإسلام لتكون الدولة الأولى في العالم تحكم البشر بشريعة رب البشر. صحيح أننا مطالبون بدعوة غير المسلمين للإسلام، ولكن دعوتهم لا ولن تكون بوضع الإسلام على الميزان نفسه الذي يوضع عليه دينهم الذي تم تحريفه، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عندما خاطب هرقل قال له: “إني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم،…” ولم يقل له تعال لنتحاور للوصول إلى حالة إنسانية أفضل منعا من إهدار الآدمية وإذلال النفس البشرية. فكما يبدو أن مجيد نسي أو تناسى أصناف الذل والتعذيب والهوان الذي يمارسه يهود على أهلينا في فلسطين، التي ضج من هولها البشر والشجر.
إن هذه الدعوات واللقاءات المشبوهة المخادعة مخالفة لسنة الله الكونية والشرعية، فالله سبحانه وتعالى يقول: ((وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)).
فالله سبحانه وتعالى وهو خير القائلين أكد لنا في أكثر من موقع أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى قيام الساعة، قال تعالى: ((وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)).
فالحوار بين الأديان لإيجاد قواسم مشتركة ضربٌ من الخيال، فلا بد من الصراع الفكري بين الحضارات والأديان لمعرفة الحق من الباطل، الغث من السمين والطيب من الخبيث، قال تعالى: ((أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)).
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم سدين