Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الأشباح في المقرّ الرسمي لإقامة رئيس الوزراء الياباني!

 

الخبر:

الجزيرة نت – رغم مرور خمسة شهور على توليه السلطة, لم ينتقل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وزوجته إلى مقر إقامتهما الرسمي الذي شهد حوادث اغتيال في الماضي، الأمر الذي جدد الحديث عن وجود أشباح في الممرات، وهو ما نفت الحكومة علمها به.

وذكرت صحيفة أساهي ووسائل إعلام أخرى أنه وردا على سؤال من أحد نواب المعارضة في البرلمان عن الروايات الخاصة بأن مقر إقامة رئيس الوزراء تسكنه الأشباح, أصدرت الحكومة بيانا رسميا قالت فيه إنها لا تعلم بوجود أشباح…

وقد ترددت منذ فترة طويلة شائعات عن وجود أشباح في المبنى، في حين لم يقدم آبي تفسيرا لتأخره في الانتقال إلى المقر الرسمي، لكن من الشائع أن يحصل رئيس الوزراء على بعض الوقت قبل انتقاله.

 

التعليق:

رغم التقدّم التقنيّ الضخمِ، والتفوق الاقتصادي الكبير الذي تعيشُهُ اليابان، ويتخذها كثير من الناس مثلاً يضربونه للتفوق والتقدم، لكنّ هذا الخبر ينبئُ عن مدى عُقمِ المبدأ الرأسماليِّ وعقمِ قاعدتِهِ الفكريةِ عن إعطاءِ الإنسانِ الأفكارَ الصحيحةَ عن الحياةِ، وعقمِ قيادتِهِ الفكريةِ عن معالجةِ مشكلاتِ البشرِ.

 

في الألفيةِ الثالثةِ، وفي القرنِ الحادي والعشرين، تصرّحُ الحكومةُ اليابانيةُ في بيانٍ رسميٍّ لها قالت فيه (إنها لا تعلم بوجود أشباح)، ونفيُها هذا لوجودِ أشباحٍ في مقرِّ إقامةِ رئيس الوزراء إقرارٌ ضمنيٌّ بفكرةِ وجودِ الأشباحِ.

ورغم أن العالمَ (الغربيّ) الحديث لا يؤمنُ بغيرِ محسوسِ، ويرفضُ فكرةَ الأشباحِ نظرياً، لكنَّ الطامّةَ الكبرى في المبدأ الرأسمالي تكمُنُ في فكرةِ الحرياتِ، ومنها حريةُ الرأيِ والفكرِ، التي تعطي كل إنسانٍ الحقَّ في أن يحملَ الفكرةَ التي يريدُ، ويقولَ الرأيَ الذي يعجبُهُ ويوافقُ أهواءَه وميولَه، وتفكيرَهُ المحدود، دونَ قاعدةٍ فكريةٍ واحدةٍ ثابتةٍ، فالقاعدةُ الفكريةُ التي يعطيها المبدأُ الرأسماليُّ هي حريةُ الفكرِ، وهذه ليست قاعدةً واحدةً ثابتةً، بل إنها تعني التناقضَ في الفكرِ، والتناقضَ في الرأيِ، وتعنيْ أكثرَ من ذلك، تعنيْ الخطأ والضلال عن الحقِّ والصوابِ.

 

القاعدةُ الفكريةُ في الإسلامِ تقضي أن تكونَ أيةُ فكرةٍ يحملُها معتنقُ العقيدةِ مبنيةً على العقيدةِ الإسلاميةِ، فهي وحدَها التي تضمنُ وحدةَ الأساسِ الفكريِّ الذي تُبنى عليه الأفكارُ، وتضمنُ صحةَ كلِّ فكرةٍ يبنيها على العقيدةِ الإسلاميةِ، وتضمنُ عدمَ التناقضِ في الأفكارِ، وتضمنُ عبوديةَ الإنسانِ لمن خلَقَه وحدَه، دون غيرِه من البشرِ.

 

لقد آنَ الأوانُ لأن يُنبَذَ المبدأ الرأسماليُّ نبذَ النواةِ، ويتخلّى حَمَلَتُه عن سيادةِ عقولِهم الناقصة، ويعودوا إلى عبوديةِ الله تعالى، وسيادةِ الشرعِ، وقاعدة الإسلامِ الفكريةِ، وقيادتِه الفكرية، فنظامُهم الرأسماليُّ عاجزٌ عن محاربةِ فكرةٍ خياليةٍ من مخلفاتِ عصورِ الجاهلية.

 

صدقَ من قال: إن الجاهليةَ ليست مرحلةً زمنية، وإنما هي حالةُ تخلّفٍ فكريِّ.

 

وفي انتظارِ أن ينتقل رئيسُ الوزراءِ اليابانيُّ إلى مقرِّ إقامتِهِ الرسميِّ، وبيانِ موقفِهِ من فكرةِ الأشباحِ.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة