خبر وتعليق الثورة السورية تقهر كل المؤامرات والرئيس المصري يسأل أمريكا عما يحدث في سوريا ويدعم خطتها هناك!
الخبر:
ذكرت واشنطن بوست في 26-5-2013 أن الرئيس المصري محمد مرسي سأل وزير خارجية أمريكا جون كيري “عما يحدث في سوريا” وذلك “قبل الجلوس لمناقشة جهود مصر لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لتأمين الحصول على القرض الدولي” فرد عليه كيري قائلا: “إنني سأخبرك بما يحدث في الأيام القليلة القادمة”.
التعليق:
يظهر من هذا الخبر ما هو الرئيس المصري! فهو يسأل مسؤولا أمريكيا عما يحدث في سوريا، وهو يعيش بالقرب منها، ولا يدري ماذا يحدث فيها! وهي تعتبر بلاده، فيسأل مسؤولا أمريكيا عما يجري في بلاده؟! فما لهذا المسؤول الأمريكي ولإدارته علاقة ببلاده وببلاد الإسلام كافة؟ وليكن وزير خارجية أكبر دولة في العالم! فلماذا يسأله؟ أليس هذا إقراراً من مرسي بتبعيته لأمريكا، وأنه لا يثق إلا بما تخبره أمريكا؟ ولا يصدق وسائل إعلامه ولا مصادر مخابراته وأجهزة دولته، فالخبر اليقين يراه عند أمريكا، تماما كما كان عليه حسني مبارك لا يثق إلا بالمصادر الأمريكية وبما تقوله أمريكا حتى قالت له يوما ارحل فصدقها ورحل، لأنها خافت أن يسقط النظام برمته عندما طالبه الشعب بالرحيل.
وانظروا إلى تصرف الوزير الأمريكي المتعالي! فإنه لا يخبره وإنما يؤجله إلى أيام ليزداد الرئيس المصري شوقا لسماع الجواب من سيده الأمريكي. وبهذا التصرف يظهر استخفافه بالرئيس المصري أيضا، فلا يهتم بإجابته فورا. لأنه يريد أن يملي عليه أمورا تتعلق بالخطة الأمريكية الهادفة لتركيز النفوذ الأمريكي في المنطقة ومنه تأمين السلام ليهود، وأمورا تتعلق بتنفيذ الشروط الدولية للقرض الربوي من صندوق النقد الدولي كما ورد في تفصيلات خبر واشنطن بوست.
ويفهم من هذا السؤال أن الرئيس المصري يستفسر وزير خارجية أمريكا عما تريد أن تفعله في سوريا وإلى أين وصلت الخطة الأمريكية؟ لأنه أبدى مساندته لها واستعداده للعمل على تطبيقها. ودليل ذلك تصريح إيهاب فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية أن “الرئيس محمد مرسي في مقر إقامته في أديس أبابا أكد لجون كيري في اللقاء الذي عقد الليلة الماضية معه موقف مصر الداعم للحقوق المشروعة للشعب السوري في الديمقراطية والحرية، وكذلك مساندة مصر لأية مبادرة تستهدف حل الأزمة السورية ووقف نزيف الدم حيث أوضح الرئيس أن مصر تدعم عقد مؤتمر جنيف 2، وتتطلع إلى أن يسفر هذا المؤتمر عن نتائج تصب في مصلحة الشعب السوري والاتفاق على آلية تكفل الانتقال المنظم للسلطة في سوريا”. (النهار المصرية 26-5-2013)
فالرئيس المصري يعلن دعمه للمشروع الأمريكي المتآمر على الشعب السوري! ألا يعد ذلك خيانة لا تقل عن خيانات سلفه حسني مبارك؟ والكثير من الناس أصبحوا يرون أنه لم يبق لدى مرسي أي استحياء من الله ومن المؤمنين كسلفه الساقط، فقد تعود على الخيانة سريعا خلال سنة! ولذلك لم يعد يخشى أحدا ولا يستحي من أحد! فمؤتمر جنيف 2 هو تحديث لمؤتمر جنيف 1 الذي ينص على إقامة نظام ديمقراطي في سوريا وتشكيل سلطة من أطراف عميلة لأمريكا في النظام السوري وفيما يسمى بالمعارضة لتتولى انتقال السلطة من دون أن يسقط النظام السوري. وقد أوعزت إليه أمريكا سابقا تشكيل لجنة رباعية مؤلفة من مصر وإيران وتركيا والسعودية تعمل على تطبيق مقررات جنيف 1. ولكنها فشلت. ومن ثم أوعزت إليه مؤخرا تشكيل لجنة ثمانية تضم مصر وإيران وتركيا والجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والنظام السوري والمعارضة. ولكنها لم تر النور. وذلك أن ثورة الشعب المسلم الأبي في سوريا تقهر كل المؤامرات وهي تصر على إسقاط النظام السوري برمته من رئيسه الطاغية إلى أجهزته التعسفية إلى دستوره العلماني إلى ارتباطاته الخارجية بأمريكا وتعهده بالحفاظ على أمن كيان يهود.
فالرئيس المصري ينتظر الجواب من سيدته أمريكا خلال الأيام القليلة القادمة حتى يعرف ماهية مهمته القادمة وماذا يجب عليه أن يعمل؟ هل تطلب منه أمريكا هذه المرة تأسيس لجنة ثلاثية مشكلة من نظامه والنظام السوري والمعارضة؟! وربما يضيف إليها حليفته إيران أو دولة عميلة أخرى! وماذا تنتظر أمريكا حتى تجيب مرسي؟ فهل تنتظر نتائج معركتها في القصير! وقد زجت فيها حزب إيران، فأصبح الناس يطلقون عليه حزب الشيطان لأنه يوالي الشيطان الأكبر أمريكا والشيطان الأصغر بشار أسد ونظامه آخر معاقل العلمانية ولا يوالي الله ورسوله والمؤمنين! وقد نشرت الصحف الأمريكية اندهاش الإدارة الأمريكية من المقاومة التي أبداها أبطال أهل سوريا المظلومين وأن هذه الإدارة لم تتوقع هذه المقاومة وكانت تنتظر انهيارها حتى تسقط الثورة ويستسلم أهلها المظلومون للظلمة الجبابرة ليفرضوا عليهم جنيف وإفرازاتها العفنة من حكومة علمانية عميلة ومن نظام ديمقراطي استبدادي.
وفي نهاية اللقاء كما ذكرت واشنطن بوست في خبرها “وجه جون كيري الشكر للرئيس المصري على تعاونه في تدشين محادثات سلام جديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. فهذه هي حالة أنظمة الإسلاميين المعتدلين الذين يعلنون تبنيهم للديمقراطية يتعاونون مع أمريكا ويقدمون لها الخدمات ويستعدون للقيام بأية مهمة يسندها إليهم سيدهم في البيت الأبيض. فهم لا يختلفون بشيء عن الديمقراطيين الليبراليين ولا عن الأنظمة العلمانية الساقطة وربما يتفوقون عليهم في قدرتهم على خداع البسطاء من الناس.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور