Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق التسلح مستمر للنظام وممنوع على ثوار الشام


الخبر:

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأسلحة الروسية لا تصل فقط إلى النظام في سوريا ولكن تصل أيضا إلى حزب الله والإيرانيين (العربية نت 31-5-2013). ومن جهته أكد رئيس النظام السوري أن عقد الصواريخ اس 300 مع روسيا قائم، وأن عقود التسليح مستمرة مع روسيا، وقد تم تسليم جزء منها (تلفزيون المنار 31-5-2013). وقبل أيام طلب ملك الأردن من الرئيس الأميركي أوباما نشر بطاريات باتريوت على الحدود الشمالية، وذكرت الجزيرة نت في الخبر المذكور بتاريخ 22-5-2013 أن الأردن ما زال يراهن على نجاح الحل السياسي في سوريا، لأن الفشل في هذه التحركات يعني أن المنطقة ستكون مفتوحة على “سيناريوهات عسكرية خطيرة”.

 

التعليق:

إن الواقع يشهد أن القوى الدولية والأنظمة العربية تشارك في التآمر على ثورة الشام وعلى الأمة لأنها تخشى من انبثاق مشروع تحرر حقيقي يطبق الإسلام في دولة ترتكز في الشام ثم تنطلق إلى ما حولها، وهذا هو مضمون ما وصفته المصادر الأردنية “سيناريوهات عسكرية خطيرة”.

ولذلك ظل التسليح الحقيقي محرما على الثوار المخلصين، رغم كل الوعود الإعلامية الكاذبة، ومن الخير لثورة الشام أن تستمر في الاستناد لقوتها الذاتية، لأن طلب الدعم الغربي هو بداية مشوار احتواء الثورة وحرفها.

ولذلك أيضا فإن الدول الاستعمارية تتشارك في هذه المؤامرة رغم اختلاف مصالحها الخاصة ورغم اختلافها في اللهجة الإعلامية: فأمريكا تنتقد استمرار التسليح الروسي للنظام السوري وحلفائه في حربه على ثورة الشام أمام عدسات الإعلام، بينما تتشارك في الأروقة السياسية مع روسيا في رسم الخطط التآمرية عبر مؤتمر جنيف-2 وتتوافقان على الحل السلمي، الذي يلتف على مشروع التحرر الحقيقي.

وأمريكا تمسك بمفاصل وأركان النظام في إيران عبر خيوط عمالة عريقة أكدتها مواقف إيران من حرب أمريكا على العراق وعلى أفغانستان، وبالتالي فهي تعرف -وتضمن- الأيدي الوسخة التي تستلم السلاح الروسي في إيران، وفي حزبها -دجال المقاومة- في لبنان.

وأمريكا تركب الدب الروسي لتحقيق مخططها في الإبقاء على النظام أطول مدة حتى تنضج البديل “الآمن” لبشار، كي تحافظ من خلاله على بقاء نفوذها في الشام، وإن تعثر البديل فهي تريد استمرار التسليح للنظام لكي تدمر الشام، حتى إذا استلمته قيادة إسلامية تكون أمام بلد يعاني من آثار الدمار الشامل، ظنا منها أن ستُفشل بذلك مشروع نهضته.

ولا تقل دول جوار سوريا جرما، فتركيا التي تتباكى على أهل الشام قد نصبت بطاريات الصواريخ على الحدود مع سوريا، وفتحت بلادها لحلف النيتو ليستعد للتدخل في حال سقوط النظام، وها هو النظام الأردني يطالب بنشر بطاريات الصواريخ على حدوده الشمالية متناسيا أن أعداء الأمة اليهود على حدوده الغربية، لأنه لا يشعر بعداء تجاههم، بل عداؤه محصور في المسلمين الذين يزلزلون أركان النظام السوري.

ولا شك أن “السيناريوهات العسكرية الخطيرة” التي يريد الأردن التسلح لأجلها تدور كلها حول نجاح ثورة الشام في إسقاط النظام وإقامة الخلافة، لأنه يدرك -بعمق معرفة الأردن بالعاملين لمشروع الخلافة- أن الخلافة ستتحرك مباشرة لإزالة الحدود مع الأردن ومع غيره من دول الجوار، فينتشر سلطانها في المنطقة كانتشار بقعة زيت تتمدد.

إن القوى الدولية وأدواتها الإقليمية تتسلح، كأننا أمام مشهد التحضير لما ذكره الحديث الصحيح: “يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين، بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ”. لذلك يتوجب على قوى الأمة أن تتكاتف على المستوى نفسه، وأن تخلص النية وتحمل راية الإسلام دون غيرها، حتى تستحق نصر الله الموعود.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور ماهر الجعبري / عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين