لماذا حزب التحرير ح14 النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة النظرة إلى الرجل والمرأة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.
أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم احبتنا الكرام، وحضورنا الأفاضل، حضور قاعة البث الحي لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:
لماذا حزب التحرير؟
إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،
وحلقة اليوم عن النظرة إلى الرجل والمرأة.
ورد في كتاب النظام الاجتماعي الذي يتبناه حزب التحرير:
(والنظام الوحيد الذي يضمن هناء الحياة، وينظم صلات المرأة بالرجل تنظيماً طبيعياً تكون الناحية الروحية أساسه، والأحكام الشرعية مقياسه، بما في ذلك الأحكام التي تحقق القيمة الخلقية، هذا النظام هو النظام الاجتماعي في الإسلام. فهو ينظر إلى الإنسان رجلاً كان أو امرأة بأنه إنسان، فيه الغرائز، والمشاعر، والميول، وفيه العقل. ويبيح لهذا الإنسان التمتع بلذائذ الحياة، ولا ينكر عليه الأخذ منها بالنصيب الأكبر. ولكن على وجه يحفظ الجماعة والمجتمع، ويؤدي إلى تمكين الإنسان من السير قدماً لتحقيق هناء الإنسان. والنظام الاجتماعي في الإسلام وحده هو النظام الاجتماعي الصحيح، على فرض أن هناك نظاماً اجتماعياً غيره. لأن هذا النظام يأخذ غريزة النوع على أنها لبقاء النوع الإنساني. وينظم صلات الذكورة والأنوثة بين الرجل والمرأة تنظيماً دقيقاً، بحيث يجعل هذه الغريزة محصورة السير في طريقها الطبيعي، موصلة للغاية التي من أجلها خلقها الله في الإنسان. وينظم في نفس الوقت الصلات بين الرجل والمرأة، ويجعل تنظيم صلة الذكورة والأنوثة جزءاً من تنظيم الصلات بينهما، بحيث يضمن التعاون بين الرجل والمرأة من اجتماعهما معاً، تعاوناً منتجاً لخير الجماعة والمجتمع والفرد، ويضمن في نفس الوقت تحقيق القيمة الخلقية، وجعل المثل الأعلى، رضوان الله، هو المسير لها حتى تكون الطهارة والتقوى هي التي تقرر طريقة الصلات بين هذين الجنسين في الحياة، وتجعل أساليب الحياة ووسائلها لا تتناقض مع هذه الطريقة بحال من الأحوال).
في هذه الفقرةِ يلخصُ حزبُ التحريرِ نظرةَ الإسلامِ الصحيحةَ إلى كلٍّ من الرجلِ والمرأةِ بعدَ شرحٍ مفصلٍ سبق ذلك، بأنَّ كلاًّ من الرجلِ والمرأةِ إنسانٌ يتمتّعُ بالخصائصِ البشريةِ كافَّةً، ففي كلٍّ منهما الطاقةُ الحيويةُ نفسُها دونَ أيِّ اختلافٍ، الحاجاتُ العضويةُ والغرائزُ، والمشاعرُ والميولُ، وفي كلٍّ منهما العقلُ نفسُهُ إذْ هو عقلٌ لإنسانٍ، لا عقلاً لرجلٍ أو لأمرأةٍ.
وأقرّتْ هذهِ النظرةُ غريزةَ النوعِ في كلٍّ منهما، ولكنها وجهتها الوجهةَ الصحيحةَ، من جهة أنَّ الغرضَ من هذه الغريزةِ في كلٍّ منهما هو حفظُ النوعِ الإنسانيِّ، وحفظُ النسلِ، وأن ما يحصلُ من لذةٍ ومتعةٍ من إشباعها إنما هو تحصيلُ حاصلٍ، دونَ مانعٍ من السعيِ لتحقيقِه، لكنْ على أساسِ ألا تُجعَلَ اللذةُ والمتعةُ أساساً للنظرةِ إلى تلك الغريزةِ، وعلى أساسِ أن تبقى النظرةُ إلى الغرض منها إنما هي حفظُ النوعِ البشريِّ.
وعليه فإن النظرةَ الصحيحةَ للرجلِ والمرأةِ تقتضي التعاونَ بينهما في الحياةِ، ويجبُ حينَ تعاونِهما إبعادُ نظرةِ الذكورةِ والأنوثةِ، وحصرُ نظرةِ الذكورةِ والأنوثةِ في العلاقةِ الزوجيةِ.
ويترتَّبُ على هذا أن تكونَ التشريعاتُ المنبثقةُ عن العقيدةِ محققةً لهذا الغرضِ، وهنا يظهرُ الفرقُ بين النظامِ الإسلاميِّ، وغيرِه من الأنظمةِ إنْ وجدت، فنجدُ التشريعَ الإسلاميَّ نظّمَ إشباعَ هذه الغريزةِ تنظيماً دقيقاً، يضمنُ حفظَ النوعِ البشريِّ، ويضمنُ الهناءةَ والسعادةَ للبشر، ويضمنُ استمرارَ الحياةِ بتعاونِ الرجلِ والمرأةِ. بخلافِ غيرِهِ من التشريعاتِ التي أطلقت العِنان لهذه الغريزةِ وجعلت مجردَ إشباعِها غايةً ومثلاً أعلى وسبباً لسعادةٍ مزعومةٍ لم يصل إليها من تطبقُ عليهم تلك التشريعاتِ، فضلاً عن الدمارِ الهائلِ الذي أحدثتْهُ في الْخُلُق، وما انعكس من ذلك من دمارٍ على الأسرةِ وتغيّرِ مفهومِها، والشقاءِ والشذوذِ اللذينِ أصابا أصحابَ تلكَ النظرة.
ولما كانت الناحيةُ الروحيةُ أساسَ النظام الاجتماعي في الإسلام، وكانت الأحكامُ الشرعيةُ مقياسَه، وكانتِ الأحكامُ التي تحقق القيمةَ الخلُقيةَ جزءاً من هذا النظام، صارَ هذا النظامُ بهذا الوصفِ هو النظامَ الوحيدَ هو الذي يحقّقُ هناءَ الحياةِ وسعادتَها.
هذا هو طريقُ السعادةِ والهناءةِ والرقيِّ، والفوزِ في الدنيا والآخرةِ، في النظرةِ الإسلاميةِ الصحيحةِ للرجلِ والمرأةِ بخاصةٍ، ولكلِّ شيءٍ في هذه الحياةِ الدنيا، هذهِ النظرةُ استنبطها حزبُ التحريرِ برؤيتِهِ الثاقبةِ للواقعِ، وفهمِهِ الدقيقِ لنصوصِ الشرعِ.
أوليسَ هذا الحزبُ؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وخيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟
فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟
إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ.
اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.
==========
قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:
لماذا حزبُ التحرير؟
هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.