خبر وتعليق ما زال نظام نصف الثورة يتسول، وما زال صندوق النقد الدولي يتمنع
الخبر:
استبعد تقرير أمريكي حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولي البالغة قيمته 4.8 مليار دولار قبل إجراء الانتخابات البرلمانية التي لم يحدد موعدها بعد بشكل نهائي.
وقال التقرير الذي أعده معهد أبحاث السياسة الخارجية ومقره ولاية “فيلادلفيا” الأميركية إن مصر تحتاج بشكل واضح إلى المساعدات الخارجية ولكنها غير قادرة على توفير الاستقرار بما يكفي لأن يسمح للدعم المالي ليكون له تأثير سليم.
وقدم التقرير تفسيراً وحيداً وراء عدم قدرة مصر على المضي قدماً في الحصول على التمويل المطلوب وهو أن الرئيس مرسي وحكومته لم يلبوا شروط الحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي والتي تشمل خفض دعم المواد الغذائية والوقود.
التعليق:
1- المتابع للمفاوضات التي تجري بين صندوق النقد الدولي وبين الحكومة المصرية، يدرك تماما مدى الاستجداء الذي تقوم به حكومة ما بعد الثورة تجاه الصندوق كي يوافق على منحها قرض الـ 4.8 مليار دولار، فما زالت الحكومة تستجدي وتتسول وما زال الصندوق يتمنع، وكأن في هذا القرض الدواء والبلسم الشافي للوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
2- يبدو أن الحكومة الحالية بين نارين، فالصندوق يضغط عليها من جهة ليفرض شروطه، والحكومة عينها على الشارع الذي سيقول كلمته في انتخابات تشريعية قادمة. ولذا فإن الحكومة لم تحسم أمرها بعد لتنفيذ كل ما يمليه عليها صندوق النقد طمعا في أصوات الناخبين، وليس حرصا على راحة الناس وأن يعيشوا حياة هنيئة.
3- لا يمتلك الدكتور مرسى، ولا الحكومة الحالية، تصورا واضحا لمعالجة الأزمة الاقتصادية ينبثق من العقيدة الإسلامية، فهذه العقيدة بمعالجاتها التي تنبثق عنها قادرة وحدها على علاج كل مشاكل البشرية وليس مشاكل المسلمين فحسب. ولا أدري كيف تبخر شعار “الإسلام هو الحل” من قاموس الدكتور مرسي الذي تربى في جماعة حملت هذا الشعار لعقود طويلة، ولما حان الوقت لتنفيذه إذا بهم يستبدلون به شعاراً آخر أكثر عمومية، وأقل وضوحا وهو “نحمل الخير لمصر”.
4- سيأتي قريبا اليوم الذي نسمع فيه تصريحات مشابهة لما قاله القيادي الإسلامي المعروف صادق شورو الذي سبق له أن ترأس حركة النهضة التونسية في فترة التسعينيات، والذي انتُخب في 23 أكتوبر 2011، نائبا في المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة، حينما صرح في 23/5 الماضي قائلا: “إن صندوق النقد الدولي عندما يقرض الأموال للدول لا يضع شروطاً اقتصادية بل يضع شروطاً سياسية وثقافية” مضيفًا أن “صندوق النقد الدولي فرض على حكومة النهضة تغيير معاملتها للسلفيين”. فصندوق النقد هذا ما هو إلا أداة استعمارية في يد الغرب، يستخدمه لفرض هيمنته وسيطرته على الدول والشعوب.
5- نحن نعلم أن هذه الحكومة ستظل سادرة في غيها بعيدا عن الالتزام بما يفرضه الحكم الشرعي، الذي يحرم التعامل مع تلك المؤسسات الربوية، فضلا عن رهن البلاد والعباد لأمريكا وأدواتها، ولكننا نقول هذا الكلام معذرة إلى ربنا ولعلهم يرجعون.
6- فلتتق الله هذه الحكومة، ولتلتزم بما فرضه الله، ولتعلم أنه لا فلاح ولا نجاح ولا سعادة في هذه الدنيا إلا باتباع شرع الله الحنيف، فإن هي فعلت، فليفتحن الله علينا بركاته من السماء والأرض. وإن لم تفعل فلتنتظر عاقبة الذين ضلوا من قبل، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)) الأعراف96
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد / رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر