خبر وتعليق على أي مقياس نزن حكامنا!
الخبر:
ذكرت جريدة القدس العربي على موقعها على الإنترنت: دعا “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” الشعب التركي إلى الالتفاف حول حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والحفاظ على الإنجازات التاريخية التي حققتها. جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد أمس الاثنين، وذُيِّل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي، وأمينه العام علي القرة داغي.
التعليق:
والسؤال بل الأسئلة التي تفرض نفسها على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئيسه وأمينه العام، هل سير رجب طيب إردوغان على خطى مصطفى كمال الذي هدم دولة الخلافة وحول تركيا إلى دولة علمانية تسوس المسلمين بخلاف عقيدتهم، إنجاز تاريخي!؟، أم إشراكه تركيا في حرب المسلمين في أفغانستان ضمن حلف الناتو، أم لهاثه للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، أم رهنه سياسة تركيا الخارجية لسيادة أميركا، أم مساندته لطاغية الشام رغم ادعائه غير ذلك كذبا وتضليلا، أم علاقته الاستراتيجية مع كيان يهود الغاصب لفلسطين؛ هل هذا وغيره من جرائم يرتكبها إردوغان في حق تركيا والمسلمين، هي إنجازات تاريخية!؟
ثم يذكر بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “إن حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان، خطا خطوات موفقة في كل المجالات النافعة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية” وأن “حزب أردوغان نجح بفضل الله في تحقيق الكثير والكثير للشعب التركي العظيم، من التنمية الاقتصادية الشاملة، وتحقيق الحرية والكرامة، والعدل والمساواة”
ودون الخوض في صحة هذه الدعاوى، ولكن على فرض صحتها، فهل هذا هو المقياس الذي نزن به حكامنا، ونطالب الناس بناءً عليه أن يلتفوا حولهم ويساندوهم، أم إن إسلامنا الحنيف علمنا بأن قربنا أو بعدنا من حكامنا إنما يكون بمدى تطبيقهم لشرع الله سبحانه وتعالى، وأن المقياس الذي يجب أن نزن حكامنا عليه، لنحدد موقفنا منهم وبالتالي الالتفاف حولهم ومساندتهم أو الانفضاض عنهم ومقارعتهم، هو كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟!
ثم أيها السادة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هل التنمية الاقتصادية الشاملة ممكن لها أن تتحقق إلا في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي؟ وهل الحرية والكرامة، والعدل والمساواة يمكن أن تتحقق في ظل نظام حكم غير النظام الإسلامي، نظام الخلافة؟ فما لكم كيف تحكمون.
((وَإِذَ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ))
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو دجانة