خبر وتعليق حوار الشراكة بين الولايات المتحدة وبنغلادش
الخبر:
عُقدت جولة المباحثات المشتركة الثانية بين الولايات المتحدة وبنغلادش في دكا، بين 27-28 من مايو/أيار 2013م، وقد ناقشت حكومة الشيخة حسينة في اللقاء قضايا العمل، واتفاق التجارة والاستثمار TICFA))، والاستثمار الخاص، وبنك غرامين، والممرات في المحيطين الهندي والهادئ، والعلاقة مع الهند وميانمار، وتغير المناخ، والطاقة المتجددة، وما يسمى بمكافحة الإرهاب، وتمكين المرأة، والصحة والأمن الغذائي، وتدريب الشرطة، وغيرها، وقد كان من الصعب معرفة ما تم استبعاده من جدول الأعمال!
لقد أصبحت مباحثات الشراكة هذه مباحثات سنوية، حيث تتلقى حكومة حسينة التوجيهات السياسية من سيدتها الولايات المتحدة، ومن خلال هذه المباحثات تتمكن الولايات المتحدة من فرض سياساتها بشكل رسمي في الشأن البنغالي، وفي الشئون الاقتصادية والسياسية والأمنية.
قال السفير الأميركي (دان موزينا) قبل انعقاد المباحثات: “إنّ الأزمة السياسية الراهنة في بنغلادش، والانتخابات الوطنية القادمة، والحوار بين حزب بنغلادش الوطني وحزب رابطة عوامي، والثلاثة عشر مطلباً لجماعة حفظة الإسلام، والمحاكمة الجارية بشأن الجرائم ضد الإنسانية، وغيرها، سيتم مناقشتها في اللقاء”، وأضاف: “إنّ الولايات المتحدة وبنغلادش أصدقاء، والأصدقاء يمكن أن يناقشوا جميع القضايا الراهنة مع بعضهم البعض”، وقالت وكيلة الوزارة للشئون السياسية (ويندي شيرمان) التي ترأست الوفد الأمريكي المفاوض: “إنّ على بنغلادش وضع حد لدوامة العنف قبل الانتخابات” وقالت أيضاً: “إنّ لدى الولايات المتحدة مصلحة حيوية في ضمان نجاح بنغلادش، والشراكة بين البلدين عميقة الجذور في القيم الديمقراطية المشتركة والعلاقات الاقتصادية والأمنية”.
التعليق:
لقد قتلت الحكومات المتعاقبة في الولايات المتحدة الأمريكية الآلاف من المسلمين الأبرياء، من النساء والأطفال والرجال، في العراق وأفغانستان وباكستان، والإدارة الأمريكية الحالية مسؤولة أيضاً عن السماح لنظام بشار في البقاء على قيد الحياة، حتى يتمكن من قتل الآلاف من المسلمين في سوريا، ومن ناحية أخرى، فإنّ حكومة الشيخة حسينة هي قاتلة العلماء وضباط الجيش في بنغلادش، ومع أنّ قتلة المسلمين وجهان لعملة واحدة إلا أنّ هذه الشراكة دكتاتورية وغير متوازنة، فالولايات المتحدة تأمر وحكومة بنغلادش تطيع! وفي حين تقول الولايات المتحدة وتفعل ما تشاء، لا تستطيع بنغلادش توجيه أصابع الاتهام إلى تجاوزات الولايات المتحدة أبداً.
فهل أثارت حكومة حسينة القضايا الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية في الحوار، من مثل الفقر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقضية حظر السلاح، وحال المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، أو السياسة الخارجية للولايات المتحدة، من مثل مسائل سياستها تجاه البلدان الإسلامية، وهجمات الطائرات بدون طيار في باكستان ودورها في سوريا؟ وهل أثارت بنغلادش حقيقة الأيديولوجية الرأسمالية التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية، الأيديولوجية التي دمرت العالم كله سياسياً واقتصادياً وثقافياً؟ وهل طالبت بنغلادش الولايات المتحدة الأمريكية بوقف هجماتها على الإسلام والمسلمين باسم الحرب على الإرهاب؟
لقد حذّرنا الله سبحانه وتعالى من أخذ أعداء الإسلام والمسلمين أولياء، فقال الحق سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ” [الممتحنة].
إنّ السير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية قد أوصلنا إلى حالة من اليأس والدمار في جميع أنحاء العالم. يجب علينا التخلي عمّا يُسمى بالصداقة مع الولايات المتحدة الأمريكية على الفور، واعتماد الإسلام كأيديولوجية لدولتنا، وليس هناك شك في أنّ الإسلام سينتصر وستقوم دولة الخلافة الإسلامية التي ستحكم بالقرآن والسنة، قال نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز، أو بذل ذليل” [ابن حبان].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد ريان حسن
عضو حزب التحرير / ولاية بنغلادش