Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق حيهلا حيهلا على الرباط في سبيل الله


الخبر:

نشرت صفحة الإذاعة السودانية أم درمان على الإنترنت بتاريخ 12/06/2013 خبراً جاء فيه:

أعلن المؤتمر الوطني عن إطلاق نفرة تحت مسمى الرباط في سبيل الله استجابة لنداء النصرة الذي أطلقه السيد رئيس الجمهورية للتصدي للمؤامرات والتحديات التي تواجه الوطن.

كما جاء على الصفحة نفسها: اجتمع السفير دفع الله الحاج علي؛ مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة مع رئيس مجلس الأمن، وشرح له الأسباب والدوافع التي اضطرت حكومة السودان لاتخاذ قرار قفل أنابيب النفط، وتجميد الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان.

وجاء أيضا: قدم وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان، وبمشاركة مدراء الإدارات المعنية بالوزارة، قدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية بالسودان، حيث قدم الوكيل شرحاً لتطورات العلاقة مع دولة جنوب السودان وموضحاً دواعي قرار حكومة السودان بوقف تنفيذ اتفاق التعاون مع جوبا.

وجاء أيضا: قدم وزير الخارجية تنويرا لرئيس الوزراء الإثيوبي حول دواعي قرار حكومة السودان وقف بترول جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. والتقى مساعد الرئيس نافع علي نافع، سفير الصين الذي استمع إلى تنوير حول الأحداث الأخيرة مع دولة جنوب السودان.

 

التعليق:

تطلق كلمة الرباط على الحصن الحربي الذي يقام في الثغور المواجهة للعدو، للذود عن ديار المسلمين، وهذه التسمية مقتبسة من القرآن الكريم، قال تعالى: (يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصبْرُوا وَصَابرُوا وَرَابطُوا واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، آل عمران.

إن الرباط في سبيل الله واجب شرعي، أوجبه الله تعالى، ويقام به كما طلب شرعاً، وبطريقة شرعية، لرد كيد الأعداء، وهذا ما نحن فى أمسّ الحاجة إليه؛ في بلد تتنازعه الحروب؛ التي تمول من قبل جهات خارجية، كما أثبتت الحكومة ذلك بالأدلة والبراهين المادية؛ من ضبط لأسلحة وعتاد حربي، فإذا تمت النفرة للرباط في سبيل الله بالطريقة المطلوبة شرعا لما حدثت انتهاكات كما حدث موخراً في كل من أم روابة وأبو كرشولا، ولما وجد أصلا من أبناء المسلمين من يقاتل مع الجبهة الثورية، بل لانضم أبناء الأمة لهذه النفرة للمرابطة فى سبيل الله، كما حدث في التسعينات، حيث أتى علينا من كل حدب وصوب من يطلب الرباط في سبيل الله، استجابة لنداءات الحكومة وقتذاك لحماية أرض الجنوب، وكانت نتيجته دحر التمرد في الجنوب واستئصاله، ولولا التنازل عن الفهم والطريق الشرعي للرباط في سبيل الله، التي تحولت لاستسلام وخضوع، عبر مفاوضات العار، التي أنجبت اتفاقية الشؤم نيفاشا، لولا ذلك، لما كان هناك متمرد ولا حروب.

أما أن تطلق النفرة للرباط في سبيل الله الآن -كما تزعم الحكومة- تزامنا مع التنوير الواسع، ولجهات تتيقن الحكومة أنها ضمن المخطط الذي يغذّي الحروب وتدعمها، فهنا يجب أن ينظر في الأمر بعين بصيرة، هل يتحقق الرباط بهذه الكيفية، أم إنه رباط من نوع جديد، لا يسمن ولا يغني من جوع، مع الحاجة الماسة لرباط فى سبيل الله، بفهم شرعي وطريقة شرعية تنسي الأعداء وساوس الشيطان، فقد جرّبت الحكومة أبناء المسلمين في الجنوب بنداءات الرباط زوراً، فكانت نتيجته تفكيك السودان.

وإنا نذكّر هنا بأن الولاة في دولة الخلافة أقاموا كثيراً من الرُّبُط لحماية حدود الدولة الإسلامية على مر التاريخ، فكان منها فى بلاد ما وراء النهر عشرة آلاف مرابط، وكانت سواحل بلاد المغرب المطلة على البحر المتوسط عرضة لغارات البيزنطيين أكثر من غيرها، فأقيمت فيها الرُّبُط وشحنت بالمجاهدين للدفاع عنها، حتى إن الصحابي الجليل عقبة بن نافع عندما أراد بناء مدينة القيروان، اقترح عليه رجاله أن يقيمها على الساحل، وقالوا له: “قربها من البحر ليكون أهلها من المرابطين” وقد قاومت هذه الرُّبُط أساطيل وجيوش البزنطيين؛ الذين عجزوا رغم تفوقهم في العتاد، وسيطرتهم على البحر عن احتلال الساحل الأفريقي، فحيهلا حيهلا على مثل هذا الرباط.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب غادة عبد الجبار / ولاية السودان