Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الفرق بين الأمم المتحدة والجامعة العربية

الخبر:

الأمم المتحدة توجه نداءً لجمع مبلغ ستة مليارات دولار لمساعدة ضحايا النزاع السوري، ومجلس الأمن يطالب النظام السوري السماح لفرق الإغاثة بدخول القصير، بينما الجامعة العربية لم يصدر عنها أي شيء بخصوص المستجدات في سوريا.

 

التعليق:

الأمم المتحدة وإن كانت تعمل بأجندة أمريكية ودولية في غالب الأحوال، وإن كانت في كثير من الأحوال بلا فاعلية، إلا أنّها غالباً ما تتنبه للأحداث، وكثيراً ما تتخذ إزاءها مواقف تُحسب لها، لكنّ الجامعة العربية غالباً ما تمر عليها الأحداث وهي في حالة غياب تام وسبات عميق.

فأحداث سوريا هي أحداث في دولة عربية تتعلق بشعب عربي كان الأولى في الجامعة أن تقوم هي بمعالجتها لا أن تترك معالجتها للأمم المتحدة.

والحقيقة أنّ دور الجامعة العربية – إن لم تتغيب عن القيام بدورها الروتيني الممل المنوط بها رسمياً – فإنه لا يخلو أن يكون إمّا دوراً تخذيلياً وإمّا دوراً تآمرياً.

ففي الثورة السورية كان واضحاً الدور التخذيلي الذي تقوم به الجامعة العربية خاصة وأن كل المبعوثين الذين أرسلتهم أمريكا إلى سوريا من الدابي إلى كوفي عنان إلى الأخضر الإبراهيمي كانوا ممثلين عن الجامعة العربية بالإضافة إلى كونهم ممثلين عن الأمم المتحدة.

فقامت الجامعة في سوريا بدورها التخذيلي للثورة على أحسن وجه.

وأمّا في القضية الفلسطينية فقد أوكل إليها جون كيري دوراً تآمرياً جديداً في المستقبل القريب ألا وهو تمرير فكرة تبادل الأراضي بين الفلسطينيين واليهود وإلصاقها بالمبادرة العربية الخيانية بحيث تصبح المبادرة العربية بوجهها الخياني الجديد عبارة عن الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مع القبول بفكرة تبادل الأراضي وذلك لإدخال المستوطنات داخل الدولة اليهودية ولتقديم المزيد من التنازلات (لإسرائيل) من خلال الجامعة العربية، بحيث تزعم منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بعد ذلك بأنّ هذه التنازلات الخيانية إنما جاءت بها الجامعة العربية وليس القيادة الفلسطينية، وأنها أجمع عليها كل العرب لتصبح التنازلات الجديدة خيانة قانونية وبشكل رسمي.

وهكذا نجد أن الجامعة العربية لا يخلو عملها إمّا أن تكون مغيبة تماماً عن الأحداث مهما كانت سخونتها، وإمّا أن تكون مخذلة كما هو دورها مع الثورة السورية، وإمّا أن تكون متآمرة كما هو دورها في القضية الفلسطينية، ولا دور آخر لها، ولا يوجد دورٌ أكثر ضرراً بقضايا الأمّة من هذه الأدوار التي تقوم بها الجامعة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي في حزب التحرير
أحمد الخطيب