خبر وتعليق ويستمر تراقص الأنظمة المتأسلمة بين الحبال
الخبر:
“يبدو أن موجة المظاهرات التي تجتاح عدة مدن تركية قد تحولت للعنف ورفض الآخر وابتعدت عن مجرد مظاهرة ضد اقتلاع 13 شجرة من حديقة لإعادة بناء قلعة عثمانية قديمة وتخطت الدعوة لإسقاط رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان ووصلت لحد الاعتداء على المحجبات والمساجد وشرب السجائر والخمور بها بل العداء على العرب عموما والسوريين خصوصا بما يظهر قومية وعنصرية مقيتة”.
التعليق:
يستمر كشف الأقنعة الكاذبة في الأنظمة الرأسمالية العلمانية الذين يدعون الحرية وما يسمونه بالديمقراطية وحرية الرأي وقبول الآخر.. فها هم هنا يكشفون أكثر عن التناقض في هذا المبدأ العفن ويظهرون الازدواجية التي تجعل المنادين بالحرية في ميدان تقسيم يعترضون على حرية اللباس.
فالحرية للعلمانيين أتباع أتاتورك البغيض مكفولة.. بينما لغيرهم ممن يطالب بالإسلام غير مكفولة بل هم ملاحقون مضطهدون.. وهذا التطرف من العلمانيين بالاعتداء على المسلمات المحجبات مقبول، في الوقت الذي يعتبرون لباسهن الحجاب تطرفاً! هذه الحكومة التي لا تحرك ساكنا رغم تقدم العديد من المسلمات التركيات بشكاوى قضائية حول تلك الاعتداءات التي طالت الجميع، بل وظهرت فيها القومية البغيضة في الاعتداء على طالبات مصريات وسوريات والطلب منهن الرحيل إلى بلادهن.
ماذا لو كان الأمر بالعكس وكانت هذه المظاهرات ضد العلمانيين؟! ماذا لو كانت للمطالبة بتحكيم شرع الله ومحاربة الخمور والسفور والانحلال المنتشر بحجة الحرية الشخصية؟! ماذا لو كانت هذه الجموع هي من حملة الدعوة الذين يطالبون بعودة الحق والعدل والكرامة بإرجاع دولة الإسلام؟! ماذا لو كانوا من المحتجين على تخاذل الحكومة التركية في نصرة سوريا وحرائرها! أو للمطالبة بتحسين أحوال اللاجئين السوريين إليها؟
هل ستكون ردة فعل حكومة إردوغان نفسها! هل ستتركهم يعبرون بحرية عما يطالبون به بدون منع وقمع! الإجابة طبعا لا فهم يلاحقون حملة الدعوة المخلصين بكل وسيلة ويمنعونهم مجرد قول كلمة الحق ويعتقلونهم بعنف ووحشية بينما هنا فإن إردوغان أقر بأن الشرطة ربما “أفرطت” في استخدام القوة، مضيفا أن “تعليمات ضرورية” صدرت لوزير الداخلية ومحافظ إسطنبول بشأن كيفية التعامل مع المحتجين… ألا ساء ما تحكمون.
فهذه المظاهرات والاعتداءات تكشف أكثر نظام إردوغان وأمثاله ممن يدعون أنهم حكومات إسلامية والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم وأقوالهم وخداعهم، وتؤكد أنه لا بديل لكل هذا إلا نظاماً يحكم بشرع الله تعالى دستورا ومنهاج حياة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي