خبر وتعليق الرئيس الأميركي يقرر تسليح المعارضة السورية المعتدلة
الخبر :
أعلن البيت الأبيض، الجمعة 14 يونيو/حزيران، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية. وكان السيناتور الأميركي، جون ماكين، أكد أن واشنطن قررت تسليح المعارضة السورية.
وأكد البيت الأبيض أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن فرض حظر جوي على سوريا، وامتنع عن الإدلاء بتفاصيل الدعم العسكري للمعارضة.
التعليق :
لقد عملت أمريكا على مدى عامين كاملين على دعم النظام الغاشم في دمشق وإعطائه المهلة تلو الأخرى أملاً في تمكنه من إخماد الثورة والقضاء عليها ووأدها، أو بأقل تقدير أن يرغم الثوار على القبول بالحل السياسي الأمريكي القاضي بالتغيير السلمي للسلطة عبر نقلها من بشار الأرعن إلى نائبه مع ضمان خروج آمن للطاغية وزبانيته، وضمان الحفاظ على أركان النظام الحاكم بدستوره وقوانينه ووسطه البعثي المجرم والاهم من ذلك علمانيته ودوره المشبوه في المنطقة وحفاظه على حدود يهود الشمالية.
إلا أن مسعى أمريكا وعميلها ساكن القصر الجمهوري في دمشق قد باء بالفشل، بالرغم مما حاكته من مؤامرات تزول منها الجبال، ومع هذا فقد فشلت وبان عوارها، فكان لها أن تفكر وتدبر، إلى أن تفتق ذهن الإدارة الأمريكية بإطلاق يد حكام إيران وأذنابهم في لبنان لمساندة النظام الحاكم بكل ما أوتوا من قوة بالسلاح والعتاد والرجال، أملا في ترجيح كفة النظام عسكريا بعد هزائمه المتتالية في كافة أصقاع سوريا، ولم تنس أمريكا من تضخيم المعارك إعلاميا كمعركة القصير، لتوهم الناس بانتصارات النظام وحلفائه لبث اليأس في نفوس الثوار والشعب السوري المسلم ليقبل بحلها الخياني والركون لعملائها من قيادة الائتلاف السياسية وقيادة مجلس أنطاليا العسكري، كل ذلك من اجل فرض حلها السياسي وجر الثوار إلى مستنقعها الضحل.
إن الدعم الموعود من أمريكا قد تحددت ملامحه منذ أكثر من عام، فأمريكا تحاول صقل المعارضة السورية بالكيفية المناسبة لها، بجناحيها السياسي والعسكري، لتكون أداة طيعة تستخدمها كما شاءت، فقامت بتصنيف الثوار بإرهابيين ومتطرفين ومعتدلين وغيرها من التسميات الماكرة التي تهدف لتفرقة الثوار ليفشلوا وتذهب ريحهم، وحتى الائتلاف السوري -صنيعة أمريكا- كان الهدف من تشكيله هو ضمان قيام معارضة (معتدلة) تقف بوجه من أسمتهم أمريكا (بالمتطرفين) وتقصد بذلك المسلمين المخلصين العاملين لإقامة دولة إسلامية في الشام، أي إن أمريكا لا تقبل إلا بدعم من ينضوي تحت جناحها، ويسير في ركبها، وقد برز من هؤلاء سياسيا الائتلاف السوري، وعسكريا سليم إدريس والعكيدي والمجالس العسكرية المتواطئة.
إن العدو الحقيقي في الشام هي أمريكا، وما بشار ونظامه وحلفاؤه في إيران وحزبها في لبنان، إلا أدوات تستخدمها أمريكا لقتل الشعب السوري أملا بكسر إرادته وإخضاعه، وأن من يقبل على نفسه التعاون مع أمريكا فقد حكم على نفسه بالانتحار السياسي، وخيانة الله ورسوله، وقبل أن يكون أداة بيد أمريكا القاتلة، ناهيك عن مراوغة أمريكا وكذبها بموضوع التسليح وانه لن يكون أكثر من تسليح دفاعي لا يغني ولا يسمن من جوع وذرا للرماد في العيون.
إن الشام عقر دار الإسلام، وأمريكا عقر دار الكفر والرأسمالية، وستكون نهاية غطرسة أمريكا وسقوطها من موقعها الدولي وتربعها على عرش الدول الكبرى في الشام، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل