خبر وتعليق قطع مصر للعلاقات مع سوريا
الخبر:
نشرت صحيفة المصري اليوم في عدد السبت 15-6-2013م خبر قطع مصر للعلاقات مع سوريا، وإغلاق سفارة دمشق بالقاهرة. وكانت الوفد قد نشرت الخميس 13-6-2013م بيان علماء الأمة الإسلامية فى ختام فعاليات مؤتمر “موقف علماء الأمة من القضية السورية” الذي دعوا فيه لإعلان الجهاد والنصرة لأهل الشام.
التعليق:
في حراك مفاجئ متناغم مع القرار الأمريكي بتسليح المعارضة السورية، قام النظام المصري بقطع العلاقات مع النظام السوري المجرم، واجتمع العلماء في مؤتمر يدعون الأمة فيه للجهاد في سوريا.
هناك أكثر من مائة ألف شهيد في الصراع مع النظام الأسدي المجرم، ولو أحصينا قتلى المسلمين مجتمعين في قتال يهود منذ نشأة كيانهم ما بلغوا هذا الرقم! إضافةً إلى الآلاف الذين عُذبوا وماتوا في سجون القمع والتعذيب في الشام مدة أربعين سنة! فهل يحتاج الرئيس مرسي لدليل على إجرام هذا النظام أكثر من ذلك؟، أي دليلٍ كان ينتظره عالم حقوق الإنسان والحريات الكاذب؛ حتى يتحرك ضد هذا الطاغوت المتجبر؟ أكانوا ينتظرون أن يرضخ المسلمون ويستكينوا ويضعفوا ويسكتوا على هؤلاء الطواغيت؟! لا والله! خاب وسيخيب ظنهم، لأن حُسن ظننا بالله أكبر من ظنكم في أنفسكم أنكم قادرون على ترويض المسلمين وإخضاعهم، وهل تتربصون بنا إلا أحدى الحسنيين؟ ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا…
عن أي قطعٍ للعلاقات تتحدثون؟ وعن أي طرد لسفيرٍ تعلنون؟! عن قطع علاقات وطرد سفير نظامٍ مجرمٍ بعد أكثر من سنتين من تقتيل المسلمين؟! نظام قمع المسلمين بوحشية حينما كسروا حاجز الخوف وثاروا ضده؟ أكنتم في حاجة إلى هاتين السنتين بعد الأربعين سنة لنظام طواغيت الشام هؤلاء؛ حتى تعلنوا عن قطع العلاقات وغلق السفارة؟ هل تظنون أننا نسينا لجنتكم الرباعية التي أمرتكم بها أمريكا لإيجاد حل لإجهاض الثورة السورية؟ لجنة مصر – إيران – آل سعود – تركيا ؟!.. هل تظنون أننا نسينا سماحكم لسفن القتل والدمار الإيرانية المحملة بالأسلحة لقتل إخواننا في الشام من المرور بقناة السويس – وتحت حمايتكم – بحجة الالتزام بالاتفاقيات الدولية؟! .. هل تظنون أننا نسينا تصريحاتكم المزرية والمشينة عند المجرم بوتين رئيس روسيا، بأن مواقفكم ورؤيتكم لما يحدث في سوريا “مطابقة” للموقف الروسي؟!!
وأنتم يا من تسمون علماء ومشايخ! يا من يتبع الناس فتاواكم ويتلهفون لسماع أقوالكم، والله إنها لأمانة عظيمة نشفق عليكم منها عند الوقوف إمام الواحد الديان.. أما علمتم أن الجهاد والقتال الأوْلى به الجيوش التي تغطُّ في نوم عميق في ثكناتها؟! أما علمتم أن نداءكم للجهاد الأوْلى أن يوجه لهؤلاء الحكام؟ فهم القادرون على تحريك الجيوش ومواجهة الآلة العسكرية لنظام الإجرام في سوريا؟!.. فمنذ متى يوجه العلماء نداء الجهاد للناس والبسطاء دون العساكر والضباط؟! أما علمتم أن النداء يوجه للحكام لتجنيد الجند في الجيوش للجهاد؟! أم هي جيوش الكافر المستعمر فقط التي يُصرَّح لها بالقتال على أرضنا، لحفظ هيمنة الغرب الكافر على بلادنا ونهب ثرواتنا؟!.. وهل تحتاجون إلى أربعين سنة أخرى حتى تعرفوا أن الجهاد واجب في فلسطين وأفغانستان والعراق، والشيشان والصومال ومالي… ونسأل الله أن لا يزيد الفتق على الراقع!
فأيها المشايخ والعلماء! اتقوا الله في دينكم وأمتكم وأمانتكم التي استأمنكم الله عليها!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس علاء الدين الزناتي / رئيس لجنة الاتصالات في حزب التحرير/ولاية مصر