Take a fresh look at your lifestyle.

لماذا حزبُ التحرير؟ الحلقةُ الثامنةَ عشْرَةَ صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبة (الأساس العقديّ المتين: طريق الإيمان)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اهتدى بهديه بإحسان وعلى بصيرة وإلى يوم الدين.

أما بعد، فبتحية الإسلام أحييكم أحبتنا الكرام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ونلتقي بكم مع حلقة جديدة من حلقات:

لماذا حزب التحرير؟
إنه صاحب النظرة الصحيحة والرؤية الثاقبة،
وحلقة اليوم عن الأساس العَقَدي المتين: طريق الإيمان.

في الموضوع الأول من موضوعات كتاب نظام الإسلام لحزب التحرير، موضوع طريق الإيمان، يقول حزب التحرير في أوله:

ينهض الإنسان بما عنده من فكر عن الحياة والكون والإنسان، وعن علاقتها جميعها بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها. فكان لا بد من تغيير فكر الإنسان الحاضر تغييراً أساسياً شاملاً، وإيجاد فكر آخر له حتى ينهض، لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الأشياء، ويركز هذه المفاهيم. والإنسان يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمه عنها، فمفاهيم الإنسان عن شخص يحبه تكيف سلوكه نحوه، على النقيض من سلوكه مع شخص يبغضه وعنده مفاهيم البغض عنه، وعلى خلاف سلوكه مع شخص لا يعرفه ولا يوجد لديه أي مفهوم عنه، فالسلوك الإنساني مربوط بمفاهيم الإنسان، وعند إرادتنا أن نغير سلوك الإنسان المنخفض ونجعله سلوكاً راقياً لا بد أن نغير مفهومه أولاً (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )).

كتب حزب التحرير هذه الكلمات في أوائل خمسينيات القرن الماضي، القرن العشرين، في الوقت الذي ابتعدت الأمةُ عن خلافتها ودولتها الإسلامية، وغاصت في دياجير الظلمات، تتقاذفها الأهواء والأفكار الغريبة الغازية، في منتصف القرن الماضي ظهر حزب التحرير بكلماته تلك.

لقد حدّد حزبُ التحرير بكلماته تلك أساس النهضة، وأنه لا يمكن أن يكون بغير الفكر، نظراً للارتباط الوثيق بين سلوك الإنسان ومفاهيمه، فلتغيير سلوك أي إنسان، فلا بد من تغيير مفاهيمه أولاً.

ثم إن الفكرَ الصالح للنهضةِ إنما هو الفكر عن الحياة والكون والإنسان، فكرة كلية، تشكّلُ قاعدةً فكريةً لكل أفكار الإنسان عن حياته وعما حوله، وعما قبله وعما بعده، فالفكرة الأساسية بهذا الوصف تصلح أن تكون أساساً لمفاهيم الإنسان في حياته، وبالتالي تصلح للنهضة.

والإنسان في تعامله مع ما حوله، لا بد له من مفاهيم ينطلق منها في التعامل، وهذه المفاهيم لا يمكن أن تنشأ إلا بالفكر ومن الفكر، فالفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وعن علاقتها جميعها بما قبلها وعن علاقتها جميعها بما بعدها تعطي الإنسان المفاهيم الصحيحة عن الحياة، وبواسطة عقله وتفكيره بإدراك الواقع وفهم الفكرة المتعلقة به وتنزيلها عليه يصل الإنسان إلى المفهوم الصحيح عن هذا الواقع أو ذاك. فالفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الأشياء، وهو الذي يركز هذه المفاهيم في نفس الإنسان، فيستمر في طريق النهضة من عليٍّ إلى أعلى.

وهذه الفكرة الكلية تشكّلُ عند الإنسانِ قاعدةً فكريةً يبني عليها جميع أفكاره، وهي في الوقت نفسه تقدم له الحل الصحيح للعقدة الكبرى، التي إذا حلت حلت باقي العقد، ولكن لا بد أن يكون هذا الحل صحيحاً مقنعاً للعقل، مطمئناً للفطرة مجيباً عن تساؤلاتها.

ويقرر أن هذا الحل للعقدة الكبرى، بالفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، لا يمكن أن يتأتى إلا بالفكر المستنير، ولا يتأتى بالفكر العميق، ولا السطحي.

ثم يشرَعُ هذا الباب من الكتاب، باب طريق الإيمان، ببيان كيفية حل الإسلام للعقدة الكبرى، حلاّ يقنعُ العقلَ، ويملأ القلب طمأنينةً، فيثبتُ وجودَ الله تعالى عن طريق العقل، ويثبت أن القرآنَ كلامُ الله عن طريق العقل، ويثبت أن محمداً رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن طريق العقل، وبهذا يتشكل الأساسُ العقليُّ لحلِّ العقدةِ الكبرى، ويصبحُ هذا الحلٌّ قاعدةً فكريةً تبنى عليها جميعُ المفاهيم عن الحياة، وتنبثق عنها كل معالجات مشاكل الإنسان.

فحزبُ التحرير يملكُ مفاتيحَ النهضةِ الصحيحةِ، يملكُها لنفسِهِ أولاً، ويملكُ إعطاءها لكل من يستجيبُ له، ويملكُ إحداثَ النهضة في الأمةِ حين يتمكّنُ من ذلك، فمتى تمكّنُ الأمةُ قائدَها الحقيقيَّ من مقاليدِ الأمورِ فيها ليقودَها في سلَّمِ النهضةِ من عليٍّ إلى أعلى؟

أوليسَ هذا الحزبُ العظيم؛ صاحبُ المفاهيمِ الإسلاميةِ العظيمةِ الراقيةِ؛ أوليسَ الأولى أن يقودَ الناسَ كلَّ الناسِ، المسلمَ منهم وغيرَ المسلم، إلى طريقِ سعادتِهم، ورضوانِ ربهم، والفوزِ في الآخرةِ، وأن يحكمَ الناسَ بقيادةِ أميرِهِ العالمِ الجليلِ عطاءِ بن خليلٍ أبو الرشتةَ، وبمعاونة خيرةِ الشبابِ والشابّات الذين حملوا هذه المفاهيمَ الراقيةَ معه؟

فهل عرفت الأمةُ لماذا حزبُ التحرير؟

إنه صاحبُ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ

 

اللهم نصرَك الذي وعدتَ لهذه الأمة، اللهم مكّن لهذه الأمة في الأرضِ على الأيدي المتوضئة من شباب حزب التحرير وشاباته، واعينَ على أحكامِ الإسلامِ، حاملينَ الأفكارَ العظيمةَ لإنهاضِ الأمةِ وإسعادِ البشريةِ، وعلى يد أميره عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله ورعاه، وثبته على الحق واعياً عليهِ، صاحبِ النظرةِ الصحيحةِ والرؤيةِ الثاقبةِ، وانصره نصراً مؤزراً.

==========

قدمنا لكم من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير، حلْقة من حَلَقات:
لماذا حزبُ التحرير؟

هذا أبو محمد خليفة يحييكم، وإلى اللقاء في حلقة قادمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته