Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق النظام الكويتي يكمم الأفواه حفاظاً على عرشه

الخبر:

أوردت البي بي سي وغيرها من وسائل الإعلام يوم الاثنين 10 حزيران/ يونيو 2013م، خبر الحكم على مواطنة كويتية بالسجن 11 سنة بسبب كتابات نشرتها عبر تويتر اعتُبرت مسيئة لأمير البلاد، وتضمنت دعوات لقلب النظام، بحسب نص الحكم وبعض الناشطين. وهذا هو أقسى حكم يصدر عن محكمة كويتية منذ أن بدأ القضاء ملاحقة عدد من الناشطين والنواب السابقين اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتهمة المس بالذات الأميرية، لا سيما عبر تويتر.

 

التعليق:

إن هذه الاعتقالات والمحاكمات تأتي قي سياق سياسة تكميم الأفواه التي يتبعها النظام الكويتي من أجل إسكات أي صوت يعارض حكمه الاستبدادي، وذلك خوفاً من وصول قطار التغيير إلى الكويت، فهذا النظام لا يتورع عن القيام بأي ممارسات بغية المحافظة على عرشه، حتى لو كان اعتقال النساء الذي ليس من شيم المسلمين، فلا خطوط حمراء لديه في هذا المجال، فهو يعتبر نفسه فوق المحاسبة والمساءلة ويعطيها حصانة بموجب دستوره الوضعي، فالمحاسبة السياسية عنده جريمة تستحق العقاب بتهمة سب “الذات الأميرية”! وإنها لمهزلة حقاً أن تتغنى السياسية بوزارة الخارجية وفيقة خالد الملا في مداخلة الكويت أمام جلسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بقضايا العنف ضد المرأة، بما حققته الكويت في مجال حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها، ثم بعد يومين فقط تعتقل وتحاكم هدى العجمي ليس لأنها ارتكبت كبيرة من الكبائر بل لأنها مارست حقها في المحاسبة السياسية!

إن المحاسبة السياسية حق للأمة، فالحاكم في الإسلام ليس فوق المحاسبة، فيمكن مساءلته من قبل الأمة في أي وقت، بالإضافة إلى وجود قاضٍ للمظالم لسماع ومعالجة شكاوى الناس ضد جهاز الحكم في الدولة. وقد مارست نساء المسلمين هذا الحق في ظل الدولة الإسلامية دون أن يتعرضن للاعتقال والمحاكمة، وحادثة المرأة التي حاسبت سيدنا عمر عندما أراد تحديد المهور مشهورة، حين قال عمر رضي الله عنه: “أصابت امرأة وأخطأ عمر”.

إنه لا يمكن التخلص من النظام القمعي وحكمه، إلا بقيادة إسلامية حقيقية في دولة عادلة هي دولة الخلافة، دولة ليس همها الحفاظ على عروش الحكام والملوك، بل همها هو تطبيق الإسلام، ورعاية شؤون الناس وفق أحكامه، فينتشر العدل والأمن في العالم كله، وتتأمن احتياجات كل فرد من أفراد الرعية، وتضمن للرعية ممارسة حقهم في المحاسبة السياسية دون قمع أو تكميم للأفواه.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة