خبر وتعليق حقوق الإنسان بمقياس الميزان الأمريكي والقانون الدولي
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الحكومية الصادرة في اليمن يوم الجمعة 21 حزيران/يونيو الجاري في عددها 17746، خبراً بعنوان “مشهور: رفض البرلمان الأمريكي إغلاق معتقل جوانتانامو وتسليم المعتقلين اليمنيين انتهاك صارخ لحقوق الإنسان” جاء فيه (اعتبرت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور رفض مجلس النواب الأمريكي تعديلاً يطالب بإغلاق معتقل جوانتانامو بحلول نهاية 2014م مناقضاً لالتزامات الرئيس الأمريكي باراك اوباما عند انتخابه في عام 2008م وكذلك في خطابه الذي ألقاه في الـ23 من شهر مايو الماضي. وأكدت وزيرة حقوق الإنسان في تصريح لـ “الثورة” بأن رفض مجلس النواب الأمريكي مخالفاً للاتفاقيات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ومنها اتفاقية جنيف الثالثة 1949م الخاصة بمعاملة الأسرى، مشيرة إلى الحجز المتواصل غير المحدد المدة للكثيرين من المحتجزين ومنهم المعتقلون اليمنيون والذي ينطوي اعتقالهم بهذه الصورة هو خرق واضح للقانون. وعبرت وزيرة حقوق الإنسان عن قلقها وأسفها الشديد لعدم تمكن الحكومة الأمريكية الراعية للحريات من إغلاق مركز الاعتقال في خليج جوانتانامو بالرغم من إنها أعلنت مراراً التزامها بإغلاقه. كما عبرت الوزيرة مشهور عن أملها في سرعة وضع حلول لمعالجة عادلة ومنصفة في ظل تدهور أوضاع المعتقلين بسبب إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ أكثر من خمسة أشهر. ودعت أنصار حقوق الإنسان داخل الولايات المتحدة وخارجها للانتصار للقيم الإنسانية والعالمية في الاحتكام إلى القانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية الأخرى ذات الصلة في التعامل مع هذا الملف الذي يعد انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان).
التعليق:
بعد مضي أسبوع كامل على تاريخ تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في 14/06/2013م برفض إغلاق معتقل جوانتانامو سيء الصيت، ظهرت وزيرة حقوق الإنسان في حكومة باسندوه حورية مشهور للتنديد بالقرار الأمريكي، مما يعطي انطباعاً بأن الوزيرة تقول كلامها على استحياء من الإدارة الأمريكية التي يعود لها الفضل في الضغط على النظام الحاكم في اليمن لاستحداث وزارة حقوق الإنسان في اليمن، وتعد الوزيرة مشهور المنتمية لأحزاب اللقاء المشترك ثالث وزيرة تترأسها في حكومة الوفاق، بعد وزيرتين سابقتين من حزب المؤتمر الشعبي العام. ويبعث فعلها هذا على التساؤل هل تنتصر وزيرة حقوق الإنسان لمعتقلي جوانتانامو الذين يقبعون فيه قرابة 12عاماً، أم لأوباما الذي أعلن مراراً عن نيته إغلاق المعتقل، أم إن الوزيرة مشهور تنضم إلى حملة عالمية منظمة تساند أوباما ضد مجلس الشيوخ الأمريكي من أجل إغلاق معتقل جوانتانامو؟
وكان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين في تحدٍ سافر قد أعلن من صنعاء التي وصلها في 28/05/2013م عن عدم القبول بإغلاق معتقل جوانتانامو، قبل تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي في 14/06/2013م برفض إغلاق معتقل جوانتانامو.
كيف للوزيرة حورية مشهور بأن تنتصر اليوم لحقوق الإنسان؟ وهي التي قالت لوكالة رويترز للأنباء بدبي في 22/01/2013م إنها تحبذ تغيير إستراتيجية مكافحة الإرهاب الحالية بأخرى أكثر فاعلية. وانتقدت الضربات الأمريكية قائلة إن ذلك يثير “غضب سكان المناطق المستهدفة”، داعية إلى “استخدام العمليات البرية”!! فهل كان ذلك موافقاً لحقوق الإنسان في القانون الدولي أم للهوى الأمريكي؟
هل ستدفع مخالفة الإدارة الأمريكية للاتفاقيات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ومنها اتفاقية جنيف الثالثة 1949م الخاصة بمعاملة الأسرى، على حد قول الوزيرة إلى القيام بعمل سياسي يزعج الأمريكان، كالامتناع عن لقاء السياسيين الأمريكيين كسفيرهم لدى اليمن، أو المنظمات الأمريكية مثلاً، أم إن الأمريكان لا يستحقون أن يكافأوا بالإزعاج مهما فعلوا، لأنهم فوق القانون الذي وضعوه بأنفسهم؟
ألا يحز في نفس الوزيرة مشهور أن تدعو إلى الاحتكام إلى القانون الدولي فلا تجاب؟ إن أفكار المبدأ الرأسمالي ككل ناهيك عن فكرة الحريات وحقوق الإنسان تواجه مأزقاً حقيقياً بعد مخالفة زعيمته أمريكا، وضربها بالأفكار الرأسمالية عرض الحائط على رؤوس الأشهاد. إننا نعلم أن لا اعتبار لآدمية الإنسان من الأساس في الميزان الأمريكي كما في القانون الدولي، حين فصلوا عقيدته عن الحياة، وجعلوه حيواناً ناطقاً، وجعلوا الأهواء والشهوات هي من تنظم حياته.
إننا نجزم بأن هذا دليل وافٍ على انهيار وشيك مريع لحضارة المبدأ الرأسمالي الذي قام على عقيدة فصل الدين عن الحياة، واتخذ نظامه على أساس النفعية، لصالح الحضارة الإسلامية ببزوغ فجر دولة الخلافة التي لم يبقَ سوى الإعلان عن قيامها وحينها سيرفع الأذان من خليج جوانتانامو بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس / ولاية اليمن