خبر وتعليق تخبُّطُ مرسي وإعراضُه عن تطبيقِ شرعِ اللهِ، يجرِّئُ البرادعي ومن لفَّ لفَّهُ على ربِ العباد
الخبر:
أوردت مجلة الفورين بولسي الأمريكية في عددها السنوي لعام 2013 عن الدول الفاشلة، عدد يوليو/أغسطس، مقالا لمحمد البرادعي ذكر فيه أن الشريعة لا تطعم أحدا. وردت ترجمة وافية للمقال على صفحة أصوات مصرية بالشبكة العنكبوتية بتاريخ 25/6/2013.
التعليق:
يقول المولى عز وجل: وفي السماء رزقكم وما توعدون، ويقول: نحن نرزقهم وإياكم، ويقول: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، صدق الله العظيم وبلغ رسوله الأمين. يبدو أن البرادعي ومن لف لفه لا يقرأ القرآن، وإن قرأ فهو لا يعي المعاني، وإن وعى فهو لا يعتقد ويصدق الدلالات! نعوذ بالله من قلوب عليها أقفالها. لا نود أن نطيل في الرد على البرادعي ولكنا نحيله لحال أهلنا في مصر قبل الثورة المباركة ونذكره، وأخاله يذكر!، بأن الشريعة لا تطبق الآن في مصر الكنانة ولو طبقت لأكلت مصر والعالم من فوقهم ومن تحتهم وَلَنَما الزرع ورَبا الضرع.
المشكلة الكبرى والأساسية ليست في دعاة العلمانية كارهي الإسلام أو الجاهلين به، المشكلة الكبرى في دعاة الإسلام الذين لم يدركوا أن الإسلام مبدأ يعالج كل مشاكل الحياة: الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، وبالطبع الدينية إن جازت التسمية. إن مشكلة مصر ودول الربيع الإسلامي بشكل عام هي أن الجماعات الإسلامية التي وصلت للحكم لم تتبنَّ وتفهم الإسلام على أنه طريقة عيش فريدة تنظم حياة الإنسان وعلاقته بنفسه وبغيره تنظيما يكفل لحاملي تابعية دولة المسلمين إشباع حاجاتهم الأساسية فردا فردا إشباعا تاما ويمكنهم من إشباع الحاجات الكمالية على أحسن وجه ممكن. ولذلك فإن هذه الجماعات لم تتبنَّ قبل الوصول للحكم أحكاما إسلامية تفصيلية مستنبطة استنباطا صحيحا من كتاب الله وسنة رسوله، فلم نجد في أدبيات جماعة “الإخوان المسلمون” وحزبهم العدالة والحرية حزب الرئيس مرسي قبل الترشح قولا وفعلا وحزبه بعد الفوز بالرئاسة فعلا، لم نجد كتبا تتحدث عن السياسة الداخلية والخارجية لدولة الإسلام، ولم نسمع برأي صحيح حول السياسة النقدية لدولة المسلمين، ولا رأياً حول واردات وأوجه صرف خزينة المسلمين، بل لم نسمع أصلا عن رغبتهم في بناء دولة للمسلمين!، فكيف يتهم هؤلاء بتطبيقهم أو حتى سعيهم لتطبيق شرع المسلمين يا برادعي؟ إن الأحزاب المسماة إسلامية الحاكمة في مصر وتونس ومن قبلهم السودان لا تفهم الإسلام على أنه نظام حياة، وإن ادعت غير ذلك، ولا تؤمن بقدرة الإسلام على مواجهة وحل مشاكل الحياة اليوم، وإن رفضت قولنا هذا، ولا تثق في قدرة المسلمين وشعوب العالم الإسلامي على قيادة الدنيا بأسرها، وإن أسمعتنا خلاف هذا، ولا تثق بربها وقدرته على النصر والتمكين، وإن رددت خلاف ذلك، وإلا فكيف نفسر قول رجالات النهضة في تونس بأنهم لا يسعون لتطبيق الشريعة؟ وكيف نفهم سعي مرسي لأخذ قرض ربوي وقد نُهي عن أكل الربا؟ وأين نضع سعي هؤلاء للتكتل شرقا وغربا وبين مصر والسودان حدود وتونس ليست ببعيدة وليبيا الثورة تجاورها وهي تجمع الأربع دول! أفلا يمكنهم التوحد؟ وكيف نصف خضوع بشير السودان لأمريكا وأوامرها بفصل الجنوب وتفتيت بقية البلد؟ إنهم لا يثقون بالله ولا بقدرات شعوبهم الفكرية والروحية والنفسية ولا يفهمون الإسلام وحقائق الأشياء ووقائع الحياة حق الفهم. لذلك فإنهم يجعلون ويوجدون المبرر لأمثال البرادعي بالتفوه بما سبق.
وآخيرا نقول لكل من ألقى السمع وهو شهيد بأن الله ما خلقنا وجعل لنا تنظيم حياتنا صغيرها وكبيرها كيفما اتفق، بل أنزل لنا أحكاما تفصيلية في اتباعها خير الدنيا والآخرة وفي التنكب عنها ضنك العيش في الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم إنَا نسألك أن ترفع مقتك وغضبك عنَا وأن تولي علينا خيارنا، وأن تعجل لنا بنصرك الذي وعدت، وأن تكحل أعيننا برؤية دولة المسلمين الخلافة الراشدة، وأن تجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِ العالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي / ولاية السودان