Take a fresh look at your lifestyle.

من أروقة الصحافة مواقف مرسي من سورية للاستهلاك المحلي

صحيفة السياسة الكويتية ٢٤/٦/٢٠١٣ القاهرة، بيروت- وكالات: أفادت معلومات متقاطعة من بيروت والقاهرة، أمس، أن جماعة “الإخوان المسلمين” بعثت برسائل “تطمين” إلى “حزب الله” وإيران مفادها أن النبرة العالية للرئيس محمد مرسي تجاه الحزب والنظام السوري لا تعدو كونها جزءاً من”بروباغندا” للاستهلاك المحلي.

وقال النائب اللبناني السابق ناصر قنديل، المقرب من الحزب والموالي للنظامين السوري والإيراني، إن جماعة “الإخوان المسلمين” بعثت برسائل تطمين لـ”حزب الله” عقب خطاب مرسي في استاد القاهرة، الأسبوع الماضي، الذي أعلن خلاله قطع العلاقات مع نظام دمشق ودعا الحزب إلى سحب مقاتليه من سورية.

وأوضح قنديل، في مداخلة مع برنامج “صباح أون” على فضائية “أون تي في” المصرية، أمس، أن رسائل “الإخوان” تضمنت تطمين “حزب الله” بأن ما قاله مرسي عن سورية و”حزب الله” ودعوة صفوت حجازي للجهاد في سورية لا يعدو كونهما “بورباغندا”، مشيراً إلى أن الجماعة أرسلت الرسائل نفسها إلى إيران بذات المضمون، وأن تصريحات مرسي تقف عند حد لعبة السياسة المصرية الداخلية.

==================

 

ليس غريبا على الحركات والأحزاب السياسية البراغماتية أن تتبنى خطابين سياسيين متناقضين في آن واحد، فالنظرة لديهم تتمركز حول المصلحة وكيفية الاستحواذ عليها بكافة السبل وإن خالفت بذلك ما ادعته من قيم وثوابت، فالثابت لديها هو المصلحة، ولهذا فقد تكررت الخطابات المتناقضة المتضاربة لبعض هذه الحركات ولا سيما المسماة (بالإسلام المعتدل)، فقد عايشنا قبول بعض هؤلاء بالاحتلال الأمريكي للعراق ومشاركته الحكم فيه، واعتراض بعضهم الآخر لفرع آخر من الجماعة نفسها على هذا الاحتلال وشجبه.

بل إن الخطاب المتناقض لبعض الحركات في البلد نفسه قد برز على ألسنة بعض قادتها في كثير من المواقف، مما يذكرنا بالمثل الشامي (اضرب الكف وعدل الطاقية).

لقد كان لمرسي تصريحات طنانة رنانة حول كيان يهود وخطره على الأمة والحاجة للقضاء عليه، وبالطبع كان هذا قبل الوصول لمنصب الرئاسة، وما إن وصلها حتى أرسل سفيره ورسائله التقديرية لقادة يهود الأراذل، وعبر عن مودته للأصدقاء في (إسرائيل)، والشاهد في الأمر هو إمكانية توجيه خطابين متناقضين، داخليا وخارجيا، أو قبل الحدث وبعده، بمعنى أن يكون الدوران مع المصلحة حيث دارت.

من هذا الباب يمكن فهم خطاب مرسي المتناقض فيما يخص الثورة السورية المباركة، فالشعب المصري يقف مع الثورة، أما القيادة المصرية فهي متواطئة مع أمريكا في محاصرة الثورة سياسيا، كاللجنة الرباعية الداعمة لفرض الحل السياسي ومساندة النظام، ولوجستيا، كفتح قناة السويس لسفن القتل الإيرانية، أي أن قيادة مصر تلتقي مع إيران والنظام السوري بالعمالة والتبعية لأمريكا، ولهذا فخطابها مزدوج، داخليا لكسب الرأي العام وتأييده للقيادة، وخارجيا لمحاصرة الثورة وطمأنة اللاعبين فيها.

روى الطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار. ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم، فإن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم.
قالوا: وماذا نفعل يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وسلم: كما فعل أصحاب موسى حملوا على الخشب ونشروا بالمناشير، فوالذي نفسي بيده لموت في طاعة خير من حياة في معصية”.

فاللهم إنا نبرأ إليك من الحكام الطواغيت.

 

 

 

أبو باسل