خبر وتعليق غوانتانامو يظهر الضعف الحقيقي للديمقراطية
الخبر:
مقال اليوم في صحيفة الغارديان، بتاريخ 25 يونيو 2013، بعنوان: “إطعام معتقلي غوانتنامو بالقوة غير أخلاقي وغير إنساني” هو واحد من سلسلة من التقارير الأخيرة والتعليقات حول سوء ووحشية المعاملة وتعذيب السجناء المسلمين في معسكر سجن جوانتانامو سيء السمعة. إن الغالبية العظمى من نزلاء السجن مضربون عن الطعام، 104 من أصل 166 سجيناً، اعتباراً من يوم الاثنين 24 يونيو، وفقاً لمقال كتبه تشارلي سافيج في صحيفة نيويورك تايمز الذي يناقش موضوع نقل السجناء إلى أراضي الولايات المتحدة كحل ممكن.
“نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” نشرت موضوعاً في يوم 13 من يونيو تحت عنوان: “خليج غوانتانامو: المنطقة الخالية من الأخلاقيات الطبية “التي عارضت” الانتهاكات لآداب مهنة الطب” من قبل المهنيين الطبيين تحت القضاء العسكري ويناقش أيضا بأن هدف المضرب عن الطعام هو “ليس أن يموت ولكن ليعالج المظالم التي يراها”. وبالمثل، أصدرت مجلة طبية رئيسية بريطانية، “ذا لانسيت”، عريضة ضد الانتهاكات في سجن غوانتانامو.
صحيفة الجارديان البريطانية تابعت قضية شاكر عامر البريطاني الوحيد المتبقي في المخيم الذي وصف استخدام “البرد القارس” في الزنازين واستخدام أنابيب التغذية ذات (الحواف المعدنية) لجعل الحياة مؤلمةً قدر المستطاع للسجناء. وقد ركزت مقالات أخرى على استخدام التعذيب النفسي، فضلاً عن الممارسات المهينة لجعل السجناء يتوقفون عن احتجاجهم.
التعليق:
كشفت وسائل الإعلام بشكل واضح الظروف غير الإنسانية، والتعذيب، والانحطاط والغموض الأخلاقي والقانوني للسجن الذي تديره الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو، ولكن هناك نقطتان إضافيتان تستحقان الذكر:
أولا، هذه القصة القديمة الحديثة ليست فقط حول سجن واحد أو سياسة حكومة واحدة، وإنما تثبت شيئا أساسياً حول الثقافة الأمريكية والديمقراطية التي تتغني بها للعالم. إن غوانتانامو الذي يقع في قاعدة عسكرية في كوبا يعزل فيها بهدوء من التدخل القانوني أو المعايير الأخلاقية، غوانتنامو أصبح الثقب الأخلاقي الأسود للولايات المتحدة التي أثبتت حكوماته المنتخبة ديمقراطياً، برئاسة بوش أولاًَ، والآن من قبل أوباما ضعف الديمقراطية الحقيقي. إن الديمقراطية لن تستطيع دعم قيمها بطريقة مميزة ولن تستطيع الصمود في مواجهة خصم أيديولوجي صلب الأخلاق، إن الديمقراطية تستسلم إلى “الدكتاتورية” و “الغوغائية”، اليوم، كما فعلت في روما القديمة وأثينا، عندما تواجه تحدياً.
وعلى الرغم من قوتها العسكرية، فإن الولايات المتحدة قد شعرت بالضعف وعدم القدرة على حماية مصالحها وديمقراطيتها دون انتهاك صارخ لكل المبادئ والحقوق الأساسية للإنسان التي تدعي بنفاق بأنها ‘عالمية’. وبالتالي، هي تقوم بالتعذيب والاعتداء الممنهج، على الرغم من أنه قد تم الكشف عنه لجميع دول العالم لترى.
ثانيا، إن الأخلاق والقانون مجزّآن: فهناك القانون العسكري والقانون المدني، الأخلاق الطبية والأخلاق العامة. هذا ضعف آخر للغرب وثقافته الترقيعية، وهذا قد ترك الأطباء الممارسين الذين يخدمون في الجيش الأمريكي ممزقين بين سيدين.
فإنه لم يكن مفاجئاً بعد ذلك أن المسلمين الذين يعانون من الإساءة في خليج غوانتانامو قد كانوا مصدر إلهام بأخلاقهم السامية التي جعلت أحد حراس السجن الأمريكي السابق، تيري هولدبروكس، يعتنق الإسلام نفسه عندما رأى اليقين والكرامة في دينهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور عبد الله روبن