خبر وتعليق احتجاجات غزي بارْكْ في تقسيم!
الخبر:
إن الاحتجاجات التي بدأت في 28 مايو 2013 في اسطنبول، والتي امتدت إلى محافظات أخرى، والمناهضة لحكومة حزب العدالة والتنمية لا زالت مستمرة. (وكالات)
التعليق:
أصبح موقف رئيس الوزراء إردوغان من هذه الأحداث قاسيا، حيث قام بوصف الأفراد والجماعات التي تقوم بالاحتجاجات بـ “اللصوص” وعدد من “المجموعات المهمشة”. بعد ذلك، قام قادة المعارضة وبعض الجهات الليبرالية التي كانت تساند حزب العدالة والتنمية حتى أمس، بوصف رئيس الوزراء إردوغان بالـ”دكتاتور”. كما أنهم قالوا بأن المحتجين هم أشخاص عاديون، وينبغي الاستماع إلى مطالبهم، وأن انتقادات رئيس الوزراء غير عادلة. وقد اتخذ إردوغان بعض الخطوات المليّنة، واجتمع مع ممثلي المحتجين. إلا أن ذلك لم يحُل دون انتشار الأحداث في جميع أنحاء تركيا. أما أمريكا فقد أعربت عن قلقها من الأحداث. وأعربت عن أن هذه الاحتجاجات ديمقراطية وأنه ينبغي الاستماع لرغبات الشعب. والمسألة التي يجدر الإشارة إليها هنا هي أنه تم استهداف شخص إردوغان نفسه في هذه الاحتجاجات، بدل استهداف الحكومة أو حزب العدالة والتنمية. كما أن عددا من الحركات التي كانت مساندة له حتى الأمس، خاصة الليبراليين وجماعة النوريين، اتهموا إردوغان بكونه “دكتاتوراً”. كذلك قامت وسائل الإعلام الغربية أيضا بوصف إردوغان بالوصف نفسه “الدكتاتور” أو “السلطان” وقاموا بانتقادات لاذعة له. حتى إن البعض منهم أرسل مراسليهم للحرب لمتابعة الأحداث، وأن البث المباشر المستمر لساعات أعطى صورة وكأنها الحرب.
بعد الاستفتاء على الدستور في عام 2010، نشأ خلاف بين إردوغان وجماعة فتح الله غولان. بدأت جهات مقربة من الجماعة ووسائل الإعلام بانتقاد إردوغان. حتى إن البعض طالب باستقالته. وذلك يعود إلى طلبهم بالقيام بعدة تغييرات في السياسة التي يتبعها إردوغان، وطلبهم لمقاعد في السلطة. ومع ذلك، فلإردوغان القدرة على معارضة هذه التغييرات والمطالب، حتى إنه بإمكانه القيام بردود فعل قاسية عليها. مثلا، ما قام به من عمليات التطهير في مجالات الشرطة والقضاء. إضافة إلى انزعاجهم من اللهجة والأسلوب التي يستخدمها إردوغان. ويدعون أن هذا يؤدي إلى توترات اجتماعية، وأنه قطع الطريق أمام سياسة مرنة، وأنه سيلحق به الضرر لفترة طويلة. إن المعارضة التي تحاول الاستفادة من هذه الخلافات، تحاول استثمار الأحداث الجارية بالمشاركة فيها. وإن هذا هو السبب في التوسع بهذا الشكل لأحداث غزي بارك التي بدأت ببراءة ودون عنف. إضافة إلى وجود خلاف حول ما إذا كان إردوغان سيصبح رئيس الجمهورية أو رئيس تركيا (في حال تم تغيير الدستور) أم لا. بالتأكيد، ليس هناك شك في أن جميعهم موالون للولايات المتحدة، ولكنّ هناك اختلافاً في الأسلوب، وصراعاً على المصلحة. ولكن هناك احتمال ضعيف أن يُلحق هذا الخلاف طويل الأمد، ضررا بالمصالح الأمريكية. نأمل من الله أن يقلب خططهم على رؤوسهم، ويكون في النتيجة خيرٌ للإسلام والمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلمـاز شيلك / ولاية تركيا