خبر وتعليق تركستان الشرقية فلسطين المنسية
الخبر:
ارتفاع قتلى شنغيانغ الصيني ومعظمهم مسلمون: ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف المتجددة في شمال غرب الصين وبالتحديد بالقرب من توربان في إقليم شنغيانغ ذي الأغلبية المسلمة، إلى 35 قتيلا من عرقية الإيغور، بينهم تسعة من عناصر الشرطة، في مواجهات هي الأكثر دموية منذ عام 2009. وتعد الاضطرابات الجديدة الأخيرة في سلسلة أعمال عنف مست هذا الإقليم المضطرب الذي يقيم فيه عشرة ملايين شخص من الإيغور وغالبيتهم من المسلمين. يُشار إلى أن أسوأ أعمال عنف وقعت السنوات الماضية كانت في يوليو/تموز 2009، وخلفت نحو مائتي قتيل في أورومتشي. [الجزيرة 28-6-2013م].
التعليق:
1- تركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، “ترك” و”ستان”، ويعني أرض الترك، وتنقسم إلى “تركستان الغربية” أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق جبال “تيان شان”، ومن الغرب “جبال الأورال” و”بحر قزوين”، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة. أما تركستان الشرقية الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة “سكيانج”، فيحدها من الشمال الغربي ثلاثة بلدان إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب: أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.
2- وتبلغ مساحة تركستان الشرقية حوالي (1.8 مليون كم2)، أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد أكبر أقاليم الصين، ويزيد عدد سكانها على (25) مليون نسمة، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالأيغور وهم يشكلون غالبية الإقليم، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، ونسبة المسلمين بها حوالي 95%، وقد فتح قتيبة بن مسلم الباهلي هذه البلاد، ودخل مدينة كاشغر عام 96هـ.
3- وقد استولى الصينيون على تركستان الشرقية سنة (1174هـ – 1760م) بعد أن ضعف أمر المسلمين بها، وقتلت القوات الصينية وقتها مليون مسلم، وألغى الصينيون نظام البكوات الذي كان قائمًا بها، ووحدوا أقسام تركستان في ولاية واحدة، كما اتبعت الصين سياسة استيطانية في تركستان الشرقية؛ حيث عملت على نقل كتل بشرية صينية إلى هذه المنطقة، وهذا ما يسمى بسياسة “تصيين تركستان الشرقية”؛ فقام المسلمون بثورات عنيفة، عديدة.
4- إن تسمية هذا الجزء من بلاد المسلمين فلسطين المنسية عائد لكاتب إيغوري تذكيرا للمسلمين بهذه البلاد المنسية والتي تتعرض لأبشع أنواع التعذيب والقتل والتدمير دون أن يحرك أحد لهم قضية أو يذكر بمحنتهم حيث يصدق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لَكِنَّ حَمْزَةَ لاَ بَوَاكِيَ لَهُ)
5- إن الذي يحدث للمسلمين هو نتيجة غياب الكيان السياسي للمسلمين (الخلافة الإسلامية) وهذه الصين تتذكر بالأمس القريب موقف الخلافة الإسلامية عندما سأل ملك الصين الوفد الذي أرسله قتيبه بن مسلم: ما الذي يرضي صاحبكم؟؟ قال: إنه حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطي الجزية. قال: فإنا نخرجه من يمينه ونبعث تراب أرضنا فيطأه ونبعث إليه ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها فبعث إليه بهدية وأربعة غلمان من أبناء ملوكهم ثم أجازهم فأحسن فقدموا على قتيبة فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمان وردهم ووطئ التراب.
فمن للأمة الإسلامية إلا الخلافة التي تعيد سيرتها الأولى مع كيان الصين المجرم ولكنا لن نقبل في الخلافة الثانية التي على منهاج النبوة إلا بالفتح المبين وما ذلك على الله بعزير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان/ عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن