Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وزير الخارجية السوري يكشف عن حقائق الحرب هناك

 

الخبر:

في 24\6\2013 قال وزير خارجية الجمهورية السورية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي: “ومن يطالبون بدولة الخلافة الاسلامية لن يقفوا عند حدود سوريا، فيما نقوم به هو دفاع حتى عن الأردن ولبنان وتركيا من إنجازات الجيش تجاه هذه المجموعات الإرهابية”.

 

 

التعليق:

وزير خارجية الجمهورية السورية كشف حقائق موجودة على الأرض فعلا وهي:

الحقيقة الأولى: أن أهل سوريا يريدون إقامة الخلافة الإسلامية؛ فهذه شهادة على الواقع ولم يأت بشيء جديد، لأن أهل الشام انطلقوا من المساجد وهم يرددون التكبيرات قائلين بأن ثورتهم هي لله لله وليست للمال ولا للجاه، ورفعوا راية قائدهم إلى الأبد رسولهم الكريم راية العقاب عليها الشهادتان التي تنطق بأنهم مسلمون ويعملون لإعلائها ومستعدون للموت في سبيلها ومستندون في العمل إليها، أي أن دستورهم سيكون مستندا إلى العقيدة الإسلامية، ومصدقون على الميثاق والعهد الذي أخذه الله منهم وهم في ظهور آبائهم وأشهدهم على أنفسهم، فأشهدوا الله عليه بأن يلتزموا به وأن يبينوه للناس ولا يكتموه ولا يشتروا به ثمنا قليلا، فأعلنوا أن هدفهم استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة، وتبرؤوا من ميثاق وعهد تحالف الغافلين والمبطلين والمشركين الذين هلكوا عندما ضمنوه مطالبهم من ديمقراطية ومدنية أي علمانية ونظام جمهوري وحقوق إنسان فأشركوا البشر مع خالق البشر في التشريع وهو القائل “ولا يشرك في حكمه أحدا”، وضمنوه التزامهم بالحدود التي رسمها المستعمر لبلاد المسلمين وألفوا مجالس وائتلافات وطنية وساروا في ركب الغرب الكافر طائعين له فانقلبوا على أعقابهم خاسرين.

الحقيقة الثانية: أن النظام السوري نظام غير إسلامي؛ فهو يحارب الله ورسوله والمؤمنين بمحاربته مشروع إقامة دولة الخلافة الإسلامية، فقتله للناس بلا رحمة وتدميره للبلد بلا هوادة، كل ذلك في سبيل الحفاظ على النظام العلماني الذي أقامه الغرب بعد هدم الخلافة وخطه الفرنسيون بدستور سوريا العلماني عام 1932 وأعلنوا الجمهورية العربية السورية على أساسه عام 1946، وجاء الغرب بعملائه الذين تبنوا أفكاره فنصبهم حكاما مأمورين بأمره، وسلطهم على رقاب الناس يحكمونهم بالحديد والنار، فأذاقوهم كافة أنواع المذلة والعذاب. وازداد ذلك عند وصول حزب البعث العلماني إلى الحكم عام 1963، وامتد أمده وظلمه على عهد آل الأسد من الوالد إلى الولد عبر هذه العقود الطويلة. وقد ذكر الطاغية بشار أسد أن نظامه آخر قلعة للعلمانية في المنطقة، فإذا سقط نظامه سقطت العلمانية في المنطقة وشع نور الإسلام فيها كشعاع اليورانيوم الذي تخوفت منه أمريكا في الخمسينات من القرن الماضي، والآن أصبح الخوف حقيقة، وقد ازداد وعي الناس فصاروا أوعى من أن يخدعهم أمثال عبد الناصر وحزب البعث عندما وقعوا فريسة خداع هؤلاء المجرمين عملاء الغرب والأمريكان.

الحقيقة الثالثة: أن دولة الخلافة ليست قطرية بل هي إسلامية عالمية لا تتوقف عند حدود بلد؛ نعم! هي كذلك، فدولة الخلافة لا تقف عند حدود سوريا بل هي دولة لكل المسلمين تشمل كافة بلادهم. فقد أقامها قائدهم إلى الأبد وسيدهم سيد البشر محمد المصطفى وركز نظامها على هذا الأساس بأن تكون دولة واحدة وأمر بقتل من يريد أن يقيم دولة أخرى للمسلمين عندما قال “إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما”. وبذلك مزق أهل سوريا معاهدة سايكس بيكو ورفضوا الحدود ورفضوا وثيقة عهد وميثاق المبطلين والغافلين الذين أشركوا مع الله في التشريع والذي وقعوه في اسطنبول في 25\3\2012 وبني على أساسه المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف الوطني وقد تضمنت هذه الوثيقة الباطلة الاعتراف بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي أقرها النظام السوري منذ تأسيسه حتى اليوم، منها الحدود التي رسمها المستعمر.

الحقيقة الرابعة: أن نظامه يحارب أهل سوريا من أجل المحافظة على النظام العلماني ومنع إقامة الخلافة الإسلامية؛ ويضيف أن ذلك ليس في سوريا وحدها، بل في الأردن ولبنان وتركيا؛ فإذا أقيمت الخلافة في سوريا فإنها ستشمل هذه البلاد، بل ستشمل غيرها. ولذلك فالنظام السوري برئاسة الطاغية بشار أسد يحارب نيابة عن هذه الأنظمة لصالح إدامة النظام العلماني في هذه البلاد، وليس في سوريا وحدها، فإذا سقط النظام العلماني في سوريا فإنه سوف يسقط في الأردن ولبنان وتركيا ولذلك فإن هذه الأنظمة في هذه البلاد تتآمر على أهل سوريا وتعمل على إذلال اللاجئين إليها. وأمريكا وأوروبا وروسيا وكيان يهود وسائر الأنظمة في العالم الإسلامي السائرة في ركابهم وأحزابهم التي تتبنى الديمقراطية يدركون هذه الحقيقة، ولذلك يعملون على إطالة عمر النظام ويمدونه بكافة أسباب البقاء على قيد الحياة من سلاح وعتاد ومؤتمرات باسم أصدقاء سوريا وجنيف 1 وجنيف 2 ويصرون على بقاء النظام وتشكيل حكومة من النظام والمعارضة القائمة على وثيقة العهد والميثاق الباطلة. ومن أحزابهم حزب إيران في لبنان الذي يطلق الناس عليه حزب الشيطان يقاتل مباشرة بجانب النظام العلماني لمنع إقامة حكم الإسلام وإقامة الخلافة، وكذلك الائتلاف الوطني وهيئة أركانه والسائرون في هذا الركب يقفون في وجه إقامة الخلافة وحكم الإسلام بإقرارهم وثيقة العهد والميثاق وبتصريحاتهم العلنية بدعوتهم للمشروع الاستعماري الداعي لإقامة النظام الديمقراطي المدني أي العلماني.

وهكذا فقد أجمعت كل هذه القوى سواء نظام الطاغية العلماني في الشام أو الداعمون له بصورة علنية ومباشرة كروسيا والصين وإيران وحزبها في لبنان وأشياعها في العراق، أو الداعمون له بصورة غير علنية وغير مباشرة كأمريكا، أو الباحثون عن مكان لهم في سوريا كأوروبا، أو الأنظمة العميلة في العالم الإسلامي وكذلك المجلس الوطني والائتلاف الوطني السوري وهيئة أركانهم، كل هذه القوى أجمعت على شيء واحد: ألا وهو العمل على منع إقامة حكم الله في الأرض المتجسد بدولة الخلافة الإسلامية، فكانت غزوتهم كغزوة الأحزاب. ولكن الفارق أن المسلمين في سوريا لم يقيموا نظام الخلافة بعد، وهم يسعون له، ولذلك يتعرضون لهذه الغزوة كغزوة الأحزاب، فيحاربون من كل الجهات. ولكن المؤمنين الصادقين الصامدين من أهل الشام لما رأوا تلك الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وزادهم إيمانا وتسليما. فإن صدقوا الله وثبتوا على عهدهم فإن الله سيصدقهم وينجز وعده وبشرى رسوله بإقامة الخلافة.



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ أسعد منصور