خبر وتعليق الدول الرأسمالية تبيع جنسيتها للمستثمرين
الخبر:
في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون إلى جنسيات بعض الدول تعرض دول أخرى جنسيتها على الراغبين في الحصول عليها مقابل مبلغ مالي يختلف من دولة لأخرى.
وقدم موقع «سي إن إن بالعربية» لائحة بدول تعرض جنسيتها على الأفراد مقابل مبالغ مختلفة.
التعليق:
إذا علمنا أن دول العالم مجتمعة لا تحكم بنظام غير الرأسمالي، لا نستغرب إذن أن تباع الجنسية بمبالغ مالية متفاوتة وبأسعار السوق المتمثلة بالعرض والطلب، الجنسية المشتراة ليست أكثر من جواز السفر، أي ورقة معتمدة لا تزيد من شخصية المالك ولا تنقص، ولا تعني انتماء أو ولاء لا لمبدأ ولا لعرق، فهو قبل امتلاك الورقة نفسه بعدها، ومع ذلك يتميز في معاملته في المطارات والإجراءات الأمنية وغير ذلك بين الدول.
قد تكون القائمة المنشورة تضم عددا من الدول الفقيرة نوعا ما من مثل جمهوريات الموز في الكاريبي، ولكنها في الواقع أكثر من ذلك دون إعلان وتشهير في القائمة، فكل الدول الرأسمالية توفر للمستثمرين الكبار أصحاب الملايين إقامات مرفهة وخدمات عالية الجودة لمجرد أنهم أصحاب ملايين، وذلك في الوقت الذي يُرمى به بالآلاف من المهاجرين الفقراء في عرض البحر ليعودوا إلى بؤسهم في بيوت الصفيح إن استطاعوا أو ليغرقوا في البحر، وربما تستلمهم عصابات التهريب فتتخلَّص منهم بعد أن تكون قد قبضت منهم مبالغ مالية طائلة بالنسبة لهم مقابل التهريب إلى بلد أوروبي للعمل أو التسول فيه. فمن المغرب وحدها توفي حوالي أكثر من ستة عشر ألف مهاجر في السنوات العشرين الماضية، سعياً لاجتياز الحدود الأوروبية، وفي أمريكا يسمح القانون بإطلاق النار على كل متسلل عبر الحدود إلى المكسيك، فيصطادونهم في الليل كما تصطاد الأرانب قنصا.
وتخشى الجمعيات الإنسانية أن تؤدي الهجرة غير الشرعية إلى مآسٍ اجتماعيةٍ كالتي تشهدها دوريا الشواطئ الأوروبية لدى تدفق بعض المهاجرين غير الشرعيين إليها حسب ما ورد في مجلة اليورونيوز الإلكترونية.
وفي بروكسل قدمت منظمة العفو الدولية للبرلمانيين الأوروبيين مذكرة تحمل أكثر من سبعين ألف توقيع مع توصية بعناية أكبر بالمهاجرين الذين يردون الحدود الأوروبية، بَحريَّةً كانت أم بريَّة، معرضين أنفسهم لأخطارٍ جمَّة.
هذا هو واقع الحال في دول الرأسمالية التي تعامل الناس بالتمييز الفعلي بين غني وفقير والتمييز العنصري بين أبيض وأسود.
وقد ذاق العالم الويلات من هذا المبدأ العفن وآن للناس أن تتطلع إلى المبدأ الصحيح الذي يقول ربُّ العزة فيه مخاطبا البشر جميعا على حد سواء:
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))
إلى هذا المبدأ يدعوكم حزب التحرير للعمل معه لتحقيقه تطبيقا فعليا في دولة الخلافة التي تقيم العدل وتؤوي الضعيف وتحسن للفقراء وتنصف الأغنياء. الدولة التي يرحم فيها القوي الضعيف ويشفق الغني على الفقير بقناعة واطمئنان وحب الخير كما أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام في قوله “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس