خبر وتعليق إخوان سوريا يطالبون الغرب بتسليح الثوار
الخبر:
الجزيرة نت 7/7/2013 طالب الإخوان المسلمون في سوريا الولايات المتحدة وأوروبا الأحد بإمداد المعارضة -التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد- بالدعم العسكري الذي وعدتا به، بعد أن اختار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رئيسا جديدا منهيا فراغا في قيادة المعارضة دام اشهرا.
وقال بيان نشره إخوان سوريا على موقع تويتر على الإنترنت “نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأميركي والأوروبي فيما يتعلق بتسليح الجيش السوري الحر، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته”.
التعليق:
بعد أن أعلن الإخوان المسلمون في سوريا عن عهدهم وميثاقهم قبل ما يزيد عن عام، حيث تبنوا فيه مشروعهم ورؤيتهم لسوريا المستقبل، متمثلة بدولة مدنية ديموقراطية بمرجعية إسلامية، تماما كما كانت دولة مرسي في مصر، إلى إن اجتثها وزير دفاعه خلال سويعات، في إشارة دلت على عقم الديمقراطية، وعقم التجربة الإخوانية (المعتدلة) وعقم المشروع المتدرج، وعقم الوعي السياسي لدى قادتهم على أقل حساب.
فبعد إعلان عهدهم المرتهن للغرب ومشاريعه السياسية ورؤيته للحل، أظهرت المؤشرات جميعها على عدم قبول الثوار وكتائبهم المقاتلة بهذا المشروع وفشل إيجاد رأي عام داخل سوريا يقبل به، حتى إن بعض الشعارات الثورية خاطبتهم مباشرة بالقول إن ثورة الشام ترفض أنصاف الحلول وأنصاف الرجال وأنصاف الإسلاميين، في إشارة لمدى الوعي السياسي لثورة الشام الإسلامية المباركة والتفافها حول مطلب تحكيم شرع الله كاملا غير مجزأ، بإقامة دولة الإسلام العظيم، وعدم قبولهم بمشاريع الغرب وأكاذيبه وإن تبنتها الحركات (المعدلة غربيا) كالإسلاميين المعتدلين.
لكن يبدو أن إخوان سوريا مصممون على الاستمرار بالارتهان للغرب ومشاريعه، سواء من خلال مشاركتهم في الأطر السياسية المعارضة -صنيعة الغرب- كالمجلس الوطني والائتلاف السوري، أم مشاركتهم بالمجالس العسكرية وقيادة هيئة الأركان، التي هدفها الحقيقي ليس أكثر من الوصول إلى طاولة التفاوض مع النظام ومصالحته وبلورة حل سياسي يضمن تعطيل مشروع الأمة المتمثل بالخلافة، وتثبيت التبعية للغرب عبر إقامة الدولة المدنية الموعودة!
أما ثالثة الأثافي فهي المطالبة من الغرب وعلى رأسه أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين، بالتسليح، بالرغم من أن أمريكا هي من يقتل الشعب السوري من خلال عميلها الأرعن بشار، وهي من يمده بالمهل والدعم غير المباشر سياسيا وعسكريا واقتصاديا ولوجستيا من خلال عملائها وحلفائها وأدواتها في مؤامرة مفضوحة تعتبر الأكبر في تاريخ المؤامرات الحديث.
حقا إنها الثورة الكاشفة، فكيف يمكن لحركة رفعت شعار الإسلام هو الحل لعقود، تلتجئ لأمريكا وتطالبها بتسليح ثوار سوريا، أليست أمريكا من يقتلنا في أفغانستان والعراق واليمن وباكستان بشكل مباشر ويومي، وهي تدعم من يقتلنا في فلسطين ومنها غزة!! وفي سوريا بشكل غير مباشر لتصل مع عميلها بشار إلى تسوية سياسية خيانية تحافظ فيها على معقل العلمانية الأخير كما عرفها نيرون الشام!
ألهذا الحد وصل الانزلاق السياسي والفكري والأخلاقي!! نطلب العون من أمريكا عدوة الله ورسوله!!
إن الشام قد تكفل بها الله سبحانه، وهو ناصرها بإذنه تعالى، ولا ينتظر ثوار الشام النصر من أوباما ولا من أمريكا ولا من الغرب وعملائه، بل ينتظرونه من الله وحده، وحناجرهم لا زالت تصدح، يا الله مالنا غيرك يا الله، أما من يرتهنون للغرب وسياساته، ألا يكفيكم المثال المصري لتثوبوا إلى رشدكم وتنزعوا عنكم ثوب الارتهان للغرب، وتخلصوا النية لله وتتوكلوا عليه وحده!
ماذا رأيتم من الله حتى تكرهوا المطالبة بعهده وميثاقه؟
(﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل