خبر وتعليق استمرار القصف والحصار على حمص
الخبر:
شهدت مدينة حمص لليوم العاشر على التوالي قصفا مركزا من قبل قوات النظام السوري شمل أغلب أحيائها المحاصرة، في وقت تجددت المواجهات المسلحة بين عناصر الجيش الحر وعناصر الأمن مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني على أطراف حي الخالدية.
وقال ناشطون سوريون إن حيي الخالدية وباب السباع تعرضا لقصف عنيف استخدمت خلالها قوات النظام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى ونشوب حرائق في بعض المنازل.
وبثت تنسيقية حي الخالدية شريط فيديو على موقع يوتيوب -وفق وكالة الأنباء الفرنسية- تسمع فيه بوضوح أصوات اشتباكات عنيفة وانفجارات بالقرب من مسجد خالد بن الوليد. ويظهر الشريط أيضا دمارا هائلا وأرضا مهجورة، مع دخان يتصاعد من كل مكان بعد كل انفجار. [ المصدر: الجزيرة.نت 08/07/2013]
التعليق:
منذ أكثر من عام وحمص في حصار.. واليوم اشتد الحصار والدمار.. ثلثها قد دكّ بصواريخ ومتفجرات بشار، غازات سامة.. تفتك بالبشر والحجر، مؤامرة على كلّ ما يمت بصلة للإسلام والمسلمين، حتى قبور الصحابة – رضوان الله عليهم – لم تسلم منهم..!!
حالهم يرثى لها، ويندى لها الجبين، فهكذا هي أمة الإسلام اليوم، مستضعفة.. تكالبت عليها الأمم!
لكن بالرغم من كل ذلك.. نرى أشخاصاً مؤمنين، مستسلمين لله، منقادين لأوامره، لا حول لهم ولا قوة، اتكالهم على الله وحده، حتى إنهم لبسوا “الأحزمة الناسفة” عازمين على نسف وتدمير من ينتهك حرماتهم، يستعملون كل ما يجدونه من وسائل وأساليب لينصروا دين الله، حالهم كحال سيدنا موسى – عليه السلام – عندما سار ببني إسرائيل، فوصلوا إلى بحر لا يملكون السفن لاجتيازه، ورأوا جيش فرعون – الذي لا قِبَل لهم بقتاله – خلفهم، وظلّ الإيمان إيماناً.. واليقين يقيناً.. رغم أن موسى عليه السلام لم يقف آنذاك على كيفية حصول النجاة، ولم ير أي وسيلة للنجاة، ومع ذلك بقي على إيمانه بحصول النجاة، فقال: ((كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ))، وهنا قوة الإيمان.
فالمسلمون في أنحاء الدنيا أهمتهم أنفسهم، وألهتهم أمور دنياهم، فمنهم من ينتظر الغرب ليسمح له بتطبيق الإسلام، ومنهم من يتدرج فيه ليوافق أهواء البعض، ونسوا أن هناك أناساً صابرين ثابتين على الحقّ، تحاك ضدهم المؤامرات من القريب والبعيد، من الشرق والغرب، وما كلّ ذلك إلا لتمسكهم بدينهم ولإصرارهم على إعلاء كلمة الله دون حيد عن طريقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويريدونها إسلامية، لا وطنية ولا قومية، فهؤلاء.. الله ناصرهم ومؤيدهم بجنوده؛ لأن عملهم خالص لله وحده.
فلله درّك يا خالد بن الوليد.. ترهبهم أينما حللت وكيفما كنت.. حيّاً أو ميّتاً..
فهذه جماعة حزب إيران عزموا على تدمير وانتشال جثتك ومحاكمتك في إيران، لكنهم وجدوا صرعى وقد خنقوا بإرادة رب العالمين، يقول سبحانه جلّ شأنه: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)).
فصبراً يا أهلنا في حمص، صبراً يا أهلنا في بلاد الشام..
نعم.. ستبقون هكذا، سجن وتشريد ثم حصار وذبح وتنكيل، لا بل أكثر من هذا، إنه بعد قيام دولة الإسلام ستنتقلون من معركة لمعركة، ومن حرب لأخرى بدون راحة إلى أن يقضي الله أمره، فهل عندكم من معلومات أن الله قد وعد العاملين الذي يدافعون عن دينه، أن الظالمين لن ينالوا منهم؟! أم هل وعدهم بالعيش الرغيد في الدنيا؟!.. أنا لا أعلم أن هناك وعداً من الله بذلك، ولكنني على يقين بأن الله وعدنا بالتمكين في الأرض، يقول ربي وقوله الحقّ: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)). فلا تهنوا يا إخوتي.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: ريحانة الجنة