خبر وتعليق النزاعُ في سوريا يتحولُ إلى قضيةٍ إقليميةٍ
الخبر:
قال الجنرال الأمريكي رئيس الأركان مارتن ديمبسي في مقابلة مع شبكة (سي إن إن 7-7-2013) الأميركية إن النزاع في سوريا يتحول إلى قضية إقليمية مرتبطة بالصراع بين السنّة والشيعة وهي تتمدد إلى لبنان والعراق، ورأى أن أميركا أمام معضلة في سوريا قد يستغرق حلها 10 سنوات بسبب احتمال تفجر صراع سني-شيعي.
التعليق:
سبق لقادة إيران التصريح مرارا بتشبثهم في الدفاع عن نظام طاغية الشام بشار، بل وصل الأمر برجل الدين الإيراني مهدي طائب أن قال إن «سوريا هي المحافظة الـ 35 وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان (الاسم الإيراني لإقليم الأهواز)، فالأولى بنا أن نحتفظ بسوريا (16-2-2013)، ودعا إلى ضرورة دعم النظام السوري في إدارة حرب المدن قائلا: «النظام السوري يمتلك جيشا، ولكن يفتقر إلى إمكانية إدارة الحرب في المدن السورية، لهذا اقترحت الحكومة الإيرانية تكوين قوات تعبئة لحرب المدن.. قوامها 60 ألف عنصر من القوات المقاتلة لتتسلم مهمة حرب الشوارع من الجيش السوري».
فإيران تعتبر النظام المجرم في سوريا ركيزة أساسية في مشروعها لبناء الهلال الشيعي، ولذا لم تتردد في زج حزب الله مع عشرات من الضباط الإيرانيين للعمل على منع سقوط النظام، وقد ذكر ميخائيل بوغدانوف (21-6-2013) أن حسن نصر الله أخبره أن حزب الله تدخل حين أدرك قرب سقوط دمشق…
مع ملاحظة أن أميركا باركت التدخل الإيراني في سوريا، لعجزها عن إيجاد حل آخر يمكنها من ترتيب صيغة جديدة في سوريا بحيث لا تخرج عن سيطرتها، ولما رأت اشتداد عود الثوار وانهيار ما تبقى من قوات النظام أوعزت لإيران بالتدخل المباشر لقلب ميزان القوى ميدانيا ولمنع سقوط النظام، ريثما تنجح في صناعة العميل البديل في دمشق….
يأتي هذا التصريح لديمبسي ليؤشر إلى التفكير في أروقة الحكم الأمريكية إلى إغراق المنطقة في حمام من الدماء لا يبقي ولا يذر. كما أعدّت أجهزة الاستخبارات الغربية (24-6-2013) تقريراً أمنياً عن التطورات التي تنتظر لبنان يقول إن إدارة الصراع السني الشيعي في لبنان، “لن تصمد أكثر من شهر أو شهرين على الأكثر، قبل أن تتحول إلى انفجار عام وواسع”. وقال دبلوماسي غربي لصحيفة “السفير” إلى أن محللي الأجهزة الأمنية الغربية قالوا إن الأزمة ستنتقل بسرعة أكثر مما كان منتظراً من سوريا إلى لبنان.
طبعا في منطقة مترابطة على كل الصعد ونظرا لوجود عوامل عديدة تذكي نار الفتنة السنية – الشيعية وتصرف الكثيرين من منطلق رد الفعل، فيخشى أن تنجح أمريكا في تأجيج نار الفتنة. ويأتي ضمن هذا الإطار التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، في 9-7-2013 .
إن إصرار إيران على التمادي في إلحاق دول المنطقة بها، مستعينة بأمريكا، هي سياسة حمقاء قصيرة النظر… كما أن دفاعها المستميت عن طاغية الشام سيؤجج هذه الفتنة. والمضحك المبكي أن إيران تعقد مؤتمرا سنويا تحت عنوان الوحدة الإسلامية، كما أنها تحيي آخر جمعة في رمضان تحت عنوان يوم القدس… ولكن عن أي قدس يتحدثون في القصير وحمص وحلب؟؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش / مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير