Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق بلير يكشف عن آرائه في الإسلام السياسي

 

الخبر:

خاض رئيس الوزراء البريطاني السابق )توني بلير( يوم الأحد 7 يوليو/تموز، نقاشاً حول ما إن كان الانقلاب الذي حصل ضد الرئيس المصري محمد مرسي مشروعاً أم لا، وتناول جانب الجيش المصري بشكل سريع، حين قال: “إنّ الأحداث التي قادت الجيش المصري إلى إزالة الرئيس محمد مرسي مبررة بالنسبه للجيش، فقد كان الجيش أمام خيارين، إما التدخل أو ترك البلاد تنزلق إلى الفوضى العارمة. صحيح أنّ خروج 17 مليون شخص فى الشوارع ليس مثل الانتخابات، إلا أنّه مظهر رهيب لسلطة الشعب”، وتأتي تصريحات بلير هذه في الوقت الذي تواجه فيه مصر صراعاً مدنياً منذ إزاحة الرئيس مرسي، الذي استلم السلطة العام الماضي بمعدل 51٪ من الأصوات الشعبية، في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في البلاد.

صرح بلير بأنّه ينبغي الآن التضحية بمبادئ الديمقراطية الغربية في سبيل الحفاظ على الهيمنة الغربية في المنطقة، حيث قال: “أنا مؤيد شرس للديمقراطية، لكن أؤيد حكومة ديمقراطية فعالة تعتمد على نفسها، وهذا هو التحدي”. فهل يدعم السيد بلير -وفقاً لهذه الفرضية- الإطاحة بالحكومات التي لا تحظى بأيّة شعبية في المملكة المتحدة وأوروبا؟ بالتأكيد لا!

التعليق:

إنّ هذه ليست المرة الأولى التي يعلق فيها توني بلير على شأن من شؤون الأمة الإسلامية، فلم يمر وقت طويل على ما قاله الشهر الماضي بأنّ الإسلام هو المشكلة الرئيسية، وذلك في أعقاب مقتل الجندي البريطاني ريجبي، فمن وجهة نظره أنّ المشكلة الرئيسية هي أنّ الإسلام قوة سياسية يجب علمنتها، حيث قال: “هناك مشكلة داخل الاسلام ومن معتنقي أيديولوجية هي بحد ذاتها مثيرة للتوتر داخل الإسلام نفسه، وعلينا أن نضعها على طاولة النقاش وأن نكون صادقين حيالها”. وشدد أيضاً على ضرورة نشوب حرب أيديولوجية ضد الإسلام. فقال: “نحن قاومنا الشيوعية الثورية من خلال موقفنا الحازم حيال الأمن، ولكننا هزمناها بفكرة أفضل، وهي الحرية، ونستطيع أن نفعل الشيء نفسه مع الإسلام، من خلال وضع فكرة حديثة للدين ومكانته في المجتمع والسياسة، مع ضمان الاحترام والمساواة بين الناس من مختلف الأديان، ويجب أن يكون للدين صوت في النظام السياسي دون أن يحكم”.

نظراً لعداوة بلير الصريحة تجاه الإسلام، فإنّ وقوفه مع الجيش المصري ضد مرسي شيء مبرر، على الرغم من حقيقة أنّ مرسي لم يطبق الإسلام أثناء حكمه، ولم يكن يُنظر إلى حكمه على أنّه يختلف عن حكم مبارك، أو بعبارة أخرى كان ينظر بعض المصريين لمرسي على أنّه مبارك بلحية.

إنّ موقف توني بلير العنيف ضد الإسلام، وتفضيله للمستبدين العلمانيين على حكام الديمقراطية “الشرعيين”، يرسل رسالة مدوية في أوساط المسلمين مفادها أنّ الغرب يشعر بالقلق حيال مصالحه الخاصة فقط، ومستعد لحمايتها بكافة التدابير اللازمة. وفي الحالة المصرية فإنّ السلام مع إسرائيل، والتدفق الحر للنفط عبر قناة السويس هو الذي يبيح إلغاء الديمقراطية.

ولكن على ما يبدو أنّه مهما كانت آراء الغرب الكافر تجاه الإسلام والمسلمين، فإنّه يتم الترحيب ببلير في جميع أنحاء العالم الإسلامي كمبعوث سلام وصديق لحكام العالم المسلم! قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)).

يجب على المسلمين النأي بأنفسهم عن الغرب ونظام حكمه وثقافته وسياساته، ووضع ثقتهم في دين الله وحده، ليحرروا أنفسهم من أغلال الاستعمار وقيوده، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا بالعمل على إعادة دولة الخلافة الراشدة الثانية، قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)).

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم