خبر وتعليق نبذة عن أحوال المعتقلين المسلمين في سجون أوزبكستان
بالأمس أطل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر العبادة والتقوى والانتصارات. كان المسلمون في هذا الشهر الكريم ينفضون غبار الدنيا عن قلوبهم فيجتهدون في العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وكانت تتجلى أخوة الإسلام فيما بينهم خلال هذا الشهر الفضيل في أبهى صورها فيحسنون إلى بعضهم ويساعد بعضهم بعضا، ويلملمون جراح إخوانهم المضطهدين.
إلا أننا حين ننظر هذه الأيام إلى أحوال إخواننا المسلمين في أوزبكستان نجدهم في وضع سيء جدًّا. ومن أشد تلك الأوضاع ما يعانيه المسلمون المعتقلون في سجون كريموف، العاملون لاستئناف الحياة الإسلامية، والذين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل.
وهذا الواقع المرير يظهر جليًّا في السجون رقم 64/51، 64/49، 64/48، 64/71، 64/33 .
ومن مظاهر التعذيب والبطش:
الإجبار على الأعمال الشاقة التي لا تتحملها طاقة الإنسان.
الضرب الشديد المستمر.
الحبس في حجرة التعذيب الانفرادية لأتفه الأسباب.
الحيلولة دون لقاء السجين بأفراد أسرته.
عدم السماح للسجناء بالتحدث والكلام.
الحقن المتعمد للمساجين بالأمراض المعدية كنقص المناعة (الإيدز) والسل.
عدم السماح للسجناء بالصلاة والصوم.
ويعتبر أكثر من يرتاد السجن 25 (الواقع في مدينة قاراوول بازار في ولاية بخارى والذي يقوم عليه المدعو ت. آ. قربانوف) لزيارة أقاربهم هم من النساء والأطفال. كما أن أكثر نزلاء هذا السجن هم ممن اعتقلوا بسبب عقيدتهم والدعوة لها. لذلك تقوم إدارة السجن بافتعال المشاكل للحيلولة دون لقائهم بذويهم. فلا يسمح لمن تم سجنه حسب المادة 159 بلقاء أهله بحجة عدم توفر غرف فارغة، وبالرغم من انتظارهم وعنائهم لأسبوع أو أكثر، يبقى المبرر دائما عدم وجود غرف فارغة، وفي حين أنه تم تخصيص عشر غرف للسجناء وفق المادة 159 إلا أن إدارة السجن لا توفر إلا ثلاثاً فقط وترفض توفير غرف إضافية وما ذلك إلا إمعانا في التضييق عليهم وزيادة في معاناتهم، حيث إن هذه الأوضاع تكون صعبة خصوصا على الأطفال وكبار السن.
وعندما يدخل ذوو السجين إلى غرفة من تلك الغرف يتم أولا استجوابهم، ومن بين أسئلتهم التي يطرحونها عليهم: “من يقوم بمساعدتكم ماديا؟”.
أما عن الرسائل والبرقيات والطرود فإنها لا تسلم فورا بل يتم تأخيرها عمدًا. أما داخل السجن فتبادل الهدايا والطعام وغير ذلك بين السجناء ممنوع قطعا، حتى إنه قد خصصت مجموعة تتنصت وتراقب ما يجري بين السجناء وما يجري في محادثاتهم.
إن هذا التنكيل والتضييق ليس فقط داخل السجون، بل في أرجاء أوزبكستان كلها، فليست أوضاع المسلمين بأحسن حالا مما في السجون. لا سيما تعامل أجهزة الدولة المختلفة مع المرأة المسلمة الذي يندى له الجبين، كإجبارهم البائعات في الأسواق على كشف رؤوسهن، (بحجة عدم السماح للباس الديني في التجمعات العامة)، وإلزام رؤساء أقسام مؤسسات الدولة وعامليها بأمر داخلي غير مكتوب على حظر الذهاب إلى المساجد، ومنع طلاب الجامعات والمدارس من ارتياد المساجد.
إن حكومة أوزبكستان تحاول أن تبعد المسلمين عن عقيدتهم وعن إسلامهم بحجة الإرهاب والتطرف.
أسأل الله جل وعلا أن ينصر إخواننا ويحفظهم وأن يهلك الظالمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
صلاح الدينوف علي/ الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أوزبكستان