Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المحرك الوحيد للرأسمالية هو النفعية


الخبر:

أكد كبير المفاوضين الأوروبيين في محادثات تحرير التجارة مع الولايات المتحدة أن الاتحاد الأوروبي لن يتخلى عن موقفه بشأن حماية البيانات الشخصية.

وبحسب ”رويترز”، أضاف إجناسيو جارسيا، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ”لا نعتزم تقديم تنازلات” مضيفا أن الموضوع لن يتطرق إلى ”معايير الاتحاد الأوروبي بشأن البيانات الشخصية”.

وهذه التصريحات هي التصريحات العلنية الوحيدة التي صدرت بعد أسبوع من المحادثات مع فريق التفاوض الأمريكي.

ومن أجل تهدئة المخاوف الأوروبية من التجسس الأمريكي مع عدم الإضرار بالمحادثات اتفق الجانبان على ضرورة عقد محادثات ثنائية بشأن اتهامات التجسس التي فجرتها وثائق سربها موظف أمريكي هارب في المخابرات الأمريكية. [الاقتصادية من الرياض]


التعليق:

رغم الضجيج الإعلامي الذي رافق فضائح التجسس العالمية التي كانت تقوم بها الولايات المتحدة ضد حلفائها، وصلت إلى حد زرع مكرفونات تجسس في السفارات وفي الغرف الخاصة للضيوف والدبلوماسيين وغيرها من المعلومات التي فضحها إدوارد سنودن، الذي ما زال مطاردا ومحاصرا في مطار موسكو، لا يجرؤ أحد على إيوائه لخشيتهم من سطوة الرأسمالي الأكبر، والبلطجي المتعجرف أمريكا. رغم هذا الضجيج الإعلامي إلا أن مباحثاتِ ما يسمى بالمنطقة الاقتصادية الحرة بين أمريكا وأوروبا لم تتأثر بأكثر من تصريحات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع. ذلك لعلمهم أنهم هم أيضا – أقصد الأوروبيين – ثبتت عليهم كالأمريكان تهمة التجسس على الرعايا وعلى البعثات الدبلوماسية الأجنبية.

هذا مع العلم أن الشارع في أوروبا يرفض هذه الأشكال من التجسس ويعتبرها انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات، ومع ذلك لا يؤخذ له رأي ولا اعتبار، فإذا كان الموضوع متعلقا بمكاسب اقتصادية، فإن المبادئ كلها عندهم تحت الأقدام.

كذلك وضاعتهم في التعامل من قبل مع القذافي ومبارك وبن علي الذين كانوا خط الدفاع الأول لأوروبا والممول لمشاريع ضخمة لشركات أوروبية عملاقة رتعت في أموال المسلمين ونهبتها، دون النظر إلى فقر الشعوب وتخلفها بسبب هذه المعاملات الاقتصادية المبنية على أسس النهب والسلب، وهي أسس المبدأ الرأسمالي بكل وضوح.

ومن أمثلة الفساد في الديمقراطية التعددية أو الحزب والحزب المعارض، نرى أن المعارضة في ألمانيا والمقبلة على انتخابات برلمانية هذا الخريف تستغل هذه القضية إعلاميا للنيل من الحزب الحاكم، وتجعل من نفسها ملاكا لا يقبل الفساد، في حين أنهم لو كانوا في الحكم ما تجرأوا على أكثر من تصريح ميركل الذي طالبت فيه أمريكا بحدة أن تكشف عن بياناتها وأن تعيد النظر في قضية التجسس هذه، لكنها تقدم للتصريح هذا بالتذكير باعتبارات الصداقة والتحالف والرعاية الأمريكية والتي لا يجوز أن تنسى في خضم هذه المعركة الانتخابية. كما جاء على لسان ميركل.

متى سيدرك المسلمون أن هذه المبادئ الفاسدة القائمة على أسس المصلحة والنفعية، التي تتقلب حسب الظروف والأهواء، وحسب الحاجة والعرض والطلب، متى سندرك أنها لا تصلح لربط البشر ولا تصلح أصولا ولا فروعا أن تكون أسسا لنهضة في بلاد المسلمين، ولا شك أن الديمقراطية المزعومة هي الابن الحرام لهذه الرأسمالية النفعية الفاسدة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس