خبر وتعليق النظام السعودي يرتعد من الأحزاب الإسلامية
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام السعودية الكلمة التي وجهها العاهل السعودي إلى الشعب السعودي والمسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارك إذ أوردت وكالة الأنباء السعودية بتاريخ 9-7-2013 الكلمة كاملة ومنها قوله: “بأن المملكة لن تسمح أبداً بأن يستغل الدين لباساً يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة، متنطعين ومغالين ومسيئين لصورة الإسلام العظيمة بممارساتهم المكشوفة وتأويلاتهم المرفوضة، ونبراسنا في ذلك قول الحق تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، وسنبقى ـ بحول المولى وقوته ـ إلى يوم الدين حامين لحمى الإسلام.”
ويتابع ويقول: “والمملكة بذلك تعلن بأنها لن تقبل إطلاقاً وفي أي حال من الأحوال أن يخرج أحد في بلادنا ممتطياً أو منتمياً لأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان”
ويختم بما يتعلق بالشأن السوري ويقول: “داعين المجتمع الدولي أن لا يقدم حساباته السياسية على حساباته الأخلاقية، ومن يفعل ذلك سيذكر له التاريخ بأنه شارك في قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات.”
التعليق:
يأتي هذا الخطاب على لسان رأس النظام السعودي ليؤكد مدى التخوّف من تحرك شعبي ذي طابع إسلامي من داخل المجتمع المسلم من أبناء بلاد الحرمين، الذين خبروا فحش النظام وظلمه واستبداده في خضَم ما يدور حولهم من ثورات أسقطت عروشاً وما زالت تثور على الظلم لإسقاطهم فهو يحذر من استخدام الدين في الوقت الذي يتناسى فيه النظام أن وجوده أصلاً كان عندما استخدم هو الدين للخروج على الخليفة المسلم وشقّ عصا الطاعة وبالتعاون مع الإنجليز لتأسيس دولته الوطنية الضيقة، وعلى ذلك نوضح ما يلي:
1- إنّ تهديد النظام السعودي من تشكيل أحزاب أو العمل من خلالها ليدلل على مدى الرعب الذي ينتابه، فهو لا يريد أحزابا تقف بوجهه لمحاسبته على أساس العقيدة الإسلامية.
2- قيام الأحزاب في الإسلام على أساس العقيدة الإسلامية إنما هو امتثال لقوله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حكراً لهيئة يخصّصها حكام آل سعود ليسمحوا لهم بالعمل ضمن مصالح النظام، بل إن ذلك واجب على كل الأمّة أن تقوم بهذا الأمر وفق الضابط الشرعيّ أفراداً وأحزاباً.
3- تشدّق النظام بأنه حامي حمى الإسلام لم يعد يقنع حتى الغلمان، إذ إنّ من يتابع أخبار المسلمين اليوم ليعلم ما يقوم به هذا النظام من السير وفق المخطط الغربي وكأنه غريب عن الأمة الإسلامية، بل هو كذلك، فالمسجد الأقصى يدنس بشكل يومي بيد يهود والمسلمون يذبحون في سوريا وبورما وغيرها من بلاد المسلمين فلا تحريك لساكن إلا من بعض عبارات الشجب والاستنكار كأقرانه من حكام الضرار.
4- دعوة المجتمع الدولي بأن يتحرك ليقف إلى جانب الشعب السوري لهو قلة الحياء بعينها، إذ هو طلب من الجزار أن يخفف القتل عن الضحية باستخدام عميله بشار والنظام السعودي يقف متفرجا لما سيقدمه المجتمع الدولي لوقف قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات.
5- أمّا عمّا سيذكر التاريخ فهو فعلا سيذكر أن المسلمين كانوا يذبحون أمام نظر وسمع نظام آل سعود دون أن يكون لهم نصيرا بل اكتفى بالتباكي على ذبحهم رغم المليارات من الدولارات التي أنفقت على شراء أحدث أنواع الصواريخ والطائرات المقاتلة.
6- إن الدماء في عروق ضباط وأفراد الجيش في بلاد الحرمين تغلي لنصرة أهلهم في بلاد الشام وما تزال تلك الجيوش مكبلة بقيود النظام المستبد ولو خليَّ ما بينها وبين عدوها لأنهته وأنهت مآسي المسلمين لكن هذا لا يكفي ما لم تتحرك لنصرة إخوانهم في العقيدة.
أيها المسلمون في بلاد الحرمين إن هذا النظام كمثله من الأنظمة المستبدة في بلاد المسلمين لا يوفر طريقة لصرفكم عن غاية الغايات ألا وهي رضا الله تعالى بإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي بها عزكم في الدنيا وفلاحكم في الآخرة فأروا الله من أنفسكم ما يرضى به عنكم (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم / بلاد الحرمين الشريفين