Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ويستمر مسلسل هدر أموال الأمة


الخبر:

“رصدت قطر 200 مليار دولار لصرفها في السنوات العشر المقبلة على إنشاء البنى التحتية الخاصة باستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، حسب تقرير أعدته إدارة مؤسسة ديلويت المتخصصة، وحسب ما أوردته صحيفة الرياض أمس 12/7/2013.

وجاء في التقرير أنه فضلا عن التجهيزات ذات الطابع الرياضي الصرف، سيتم رصد 140 مليار دولار ستخصص للبنى التحتية في مجال النقل (مترو ومطارات وطرقات) خلال السنوات الخمس المقبلة، وسيتم استثمار نحو 20 مليار دولار في القطاع الفندقي، في وقت تتوقع قطر فيه ارتفاع السياح بنسبة 15 في المائة في العام.

ويتوقع وصول نحو 400 ألف سائح إلى قطر خلال مونديال 2022 الذي لم يعرف بعد ما إذا كان سينظم كالعادة خلال يونيو ويوليو أو خلال فصل الشتاء”.

 

التعليق:

ما زالت ثروات هذه الأمة الإسلامية بيد حفنة من الرويبضات السفهاء الذين يهدرونها على التفاهات إرضاء لنزواتهم وحفاظا على كراسيهم وعروشهم.. وتشبثا بالتمسح بالغرب وتقليده وكسب وده.

فمن قصور وأبراج وعمارات وقنوات فاسدة مفسدة وحفلات وسهرات تكلف الملايين إلى استثمارات في الدول الأجنبية في بناء فنادق ومؤسسات، أو شراء شركات وبنوك مفلسة لدعمها الملايين، إلى شراء لاعبي كرة قدم أو خيول أو طيور، إلى هدايا إلى حكام الغرب وزوجاتهم، ولا ننسى مصروفات الوجود العسكري الأجنبي متمثلا في قواعدها العسكرية، وصفقات التسلح الخيالية التي ينتهي بها المطاف إلى الخردة والتلف أو إلى ضرب المسلمين، وما يتبقى يوضع في بنوك سويسرا لتوضع في حسابات الربا المحرم شرعا.. وهذا قليل من كثير..

وها هي قطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي تنفق المليارات على هذا المونديال الذي لا فائدة منه للأمة بل فيه مزيد من الإفساد والإلهاء لها عن قضاياها المصيرية ووضعها المزري بين الأمم.. هذا المونديال الذي اعتبر أحد العلماء المعروفين فوز قطر بتنظيمه نصرا على أمريكا التي كانت تنافس عليه قائلا: “إن نجاح قطر في استضافة مونديال 2022 يعتبر أول نصر تحرزه دولة مسلمة على الولايات المتحدة الأمريكية”.

وها هي هذه “الدولة المنتصرة” ترصد 200 مليار دولار لهذا الأمر منهم 100 مليار دولار من أجل بناء ملاعب مكيفة حتى لا يتعب اللاعبون أو تتأثر صحتهم بدرجات الحرارة المرتفعة التي تناهز 50 درجة مئوية في فصل الصيف.. وهي نفسها التي عرضت قبل فترة على مدرب أجنبي أن يدرب فريقها براتب يزيد عن 30 مليون دولار سنويا!! ولكنه رغم هذا العرض المغري لم يوافق! وهذا غيض من فيض على سفاهة الإنفاق والتبذير لهؤلاء الرويبضات..

ومصيبة أخرى هي أنهم يتوقعون زيادة نسبة السياح خلال هذه الفترة، أي مزيد من الفساد والانحلال والموبقات والمنكرات التي تكون إرضاء لهؤلاء السياح وتمثلا بحضارتهم الفاسدة.

كل هذه المليارات تنفق وهناك الملايين تعيش في ضنك وبؤس وفقر في كثير من الدول الإسلامية.. منهم من لا يجد قوت يومه بل ويموت جوعا، ومنهم من يبحث عنها في القمامة، وإن ساعدوا بشيء منها يكون إعلاميا أكثر منه فعليا.

 

فإلى متى يا أمة الإسلام ترضين بالرزوح تحت نير نظام الرأسمالية البغيض الجشع! إلى متى تبقي ثرواتك وخيراتك بيد هؤلاء السفهاء التابعين للغرب في كل أفعالهم، بينما كثير منكم يعيشون في فقر وحاجة! وكل هذا لم يحصل إلا بعد غياب الراعي الذي يطبق أحكام الشرع ويحافظ على ثروات الأمة ويعطي كل فرد فيهم حقه فيها بدون منة، فهذه الثروات هي ملكية عامة ولكل واحد فيكم الحق فيها بدون تفضل من أحد!.. ورحم الله الفاروق عندما وزع على الناس من بيت المال فقال أحدهم، جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين، فقال رضي الله عنه وأرضاه “ما بالهم نعطيهم حقهم ويظنونه مني منة عليهم”. اللهم إنا بحاجة لمثل هذا الخليفة ولمثل هذا الرخاء والعدل والأمان فاجعل هذا اليوم قريبا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي