Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق اشتباكات بين فصائل للمعارضة السورية المسلحة


الخبر:

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات بين عناصر من الجيش السوري الحر من جهة ومقاتلين تابعين لدولة العراق والشام الإسلامية اندلعت في إحدى بلدات ريف محافظة إدلب شمال البلاد.

وذكر المرصد في بيان اليوم السبت أن اشتباكات بين الطرفين دارت قرب “راس الحصن” في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، مشيرا إلى غياب أي “أنباء تفصيلية عن خسائر في صفوف الطرفين”.

وازدادت حدة التوتر مؤخرا بين الطرفين على أكثر من محور، حيث اندلعت مواجهات الأسبوع الماضي في بلدة “الدانا” بريف إدلب أسفرت عن خسائر في صفوف الطرفين، فيما اغتال مقاتلو دولة العراق والشام الإسلامية قائدا كبيرا في الجيش الحر في ريف محافظة اللاذقية.

واتهم الجيش السوري الحر جماعة “دولة العراق والشام الإسلامية” التابعة لتنظيم القاعدة بقتل قائده الميداني كمال حمّامي أول أمس الخميس، وطالبها بتسليم قتلته. [الجزيرة نت]


التعليق:

لا شك أن أمريكا وهي ترى اندفاع المسلمين الجاد في الشام نحو الإسلام، وهي ترى شعاراتهم في مظاهراتهم، وانتصارهم في معاركهم ضد عميلها الأسد، وهي ترى انفراط عقد حفاظها على مصالحها الاستراتيجية في الشام، وهي ترى هذا كله، حاولت مرات ومرات أن تسير بالثورة نحو مسار يبعدها عن إطارها الإسلامي، ويبعدها عن توجهها نحو إعتاق الشام من ربقة التبعية لأمريكا، ويبعدها عن السير في ركب أن تكون نواة لدولة الخلافة الإسلامية.

حاولت عبر إعطاء عميلها الأسد الفرصة تلو الفرصة، ليبطش بالثورة بل وبالناس، وأطلقت يده ليتبع سياسة الأرض المحروقة، فقصف وقتل وأطلق الصواريخ على المدن، والقرى والحارات والبيوت، وألقى على البيوت المتفجرات وبراميل البارود، وقصفها بالطائرات الحربية، وكل هذا لم يثن أهل الشام عن سلوكهم طريق العزة، وقتالهم واستبسالهم في حربه.

وحاولت أمريكا إيجاد بديل لهذه الثورة يصرفها عن هويتها الإسلامية، ويضمن له تبعية الشام ما بعد الأسد لأمريكا، فكان الائتلاف الوطني محاولة بائسة من أمريكا لم تجد له ما يؤيد شرعيته ولا من يعطيه قيادة المسلمين في سوريا، ومقته الناس بعد أن غرد خارج السرب، وظهر للقاصي والداني أنه محاولة أمريكية لجر ركب الثورة وما بعدها للحظيرة الأمريكية.

وأخيرا رأينا تدريبات لمقاتلين تمت على الأراضي الأردنية، وتجهيزهم ليلحقوا بصفوف الجيش الحر ليقوموا بمهمة شق صفوف الجيش الحر، وزرع فتنة الاقتتال الداخلي فيما بين قواته وجبهاته.

فقد كشف عسكريون أردنيون، السبت، 22 يونيو عن توسيع نطاق برنامج الجيش الأمريكي لتدريب قوات المعارضة السورية في الأردن الذي بدأ منذ العام الماضي على نحو كبير خلال الفترة الأخيرة.

وفي هذا الصدد أشار العسكريون الأردنيون إلى أن الجيش الأمريكي يعتزم تدريب أكثر من 5 الآف مقاتل تابع لـ«الجيش السوري الحر».

وكشفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية في تقريرها، الجمعة، 21 يونيو بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقوم بتدريب قوات المعارضة السورية منذ أشهر.

وقد ذكرت صحيفة LE FIGARO الفرنسية -عبر موقعها الإلكتروني- أن القوات الخاصة الأميركية، تقوم بتدريب عناصر بالجيش السوري الحر، والذين يتوجهون إلى الأردن، وذلك نقلاً عن مصدر عسكري فرنسي بالشرق الأوسط.

وأضاف المصدر قائلاً: “إن القوات الأميركية، تقوم بالتدريب، والإشراف على الثوار السوريين، وكذلك توجيههم وإسداء النصائح إليهم منذ نهاية العام الماضي”، ويتم هذا التدريب في مركز عمليات تدريب الملك عبد الله بشمال العاصمة عمان”.

وقالت الصحيفة: “إن القوات الخاصة الأميركية، والمنتشرة في الأردن، تقوم باختراق الأراضي السورية، لمراقبة الأسلحة الكيميائية، التي يمتلكها الأسد، حيث إن وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجهاديين، أو حزب الله الموالي لإيران، يثير قدرًا كبيرًا من القلق بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، وكذلك الحليف الروسي لبشار الأسد”.

فالواضح إذن، أن أمريكا نجحت في دس مجموعة من المتآمرين على الأمة بين صفوف بعض التنظيمات التي تقاتل الأسد ببسالة في الشام، من أجل زرع الخلافات بين المجاهدين، ودفعهم ليقاتل بعضهم بعضا، ولهذا نجحت في أن تقوم في يومين، باغتيال قائدين، قائد كتيبة العز بن عبد السلام في الساحل كمال حمامي وقائد شهداء مصراتة في كتائب جند الله أبو فراس الميداني.

والآن يتوجب على كل التنظيمات الإسلامية التي تقاتل في سبيل الله، في أرض الشام يتوجب عليها أن تتوقف وقفة تأمل فتفهم أن عناصر مندسة تدربت في الأردن على أيدي المخابرات الأمريكية وصلت ونجحت في البدء بموجة الاغتيالات هذه لتجعل التنظيمات المختلفة في الجيش الحر تقاتل بعضها بعضا، فتذهب ريحها، وتضعف شوكتها، وتكون لقمة سائغة للمشروع الأمريكي الصليبي في المنطقة.

فالحذر الحذر، احتسبوا شهداءكم عند الله، فإن من قتلهم هم صنائع أمريكا، ولا تقاتلوا بعضكم بعضا، فهذه مؤامرة أمريكية كبيرة، وعواقبها وخيمة، بل استمروا في توجيه سهامكم إلى النظام البعثي الأسدي الذليل، وليتحطم المشروع الأمريكي في ضرب الجهاد والمجاهدين في أرض الشام بصخرة وعيكم وحرصكم على عدوكم الأكبر، كما تحطمت كل المشاريع والمحاولات الأمريكية السابقة على نفس الصخرة.

فالله الله في هذه الصخرة العظيمة لا يفتتها تقاتلكم فيما بينكم، ولا تناحركم، وأبقوا هذه الصخرة راسخة شامخة تجثم على قلب النظام الأسدي حتى تستأصله، اللهم قِ أهلنا في الشام شر هذه الفتنة، فإننا نستبشر بثورتهم وبصحوتهم الخير كل الخير.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
العبد الفقير إلى رحمة ربه: ثائر سلامة (أبو مالك)