خبر وتعليق ألقاب مملكة في غير موضعها
الخبر:
ذكر موقع البي بي سي على الإنترنت بتاريخ 20/07/2013م الخبر التالي: “قال وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي إن القاهرة “ستعيد النظر” في قرار حكومة الرئيس محمد مرسي السابقة قطع علاقات مصر الدبلوماسية مع سوريا.
وقال فهمي للصحفيين “ستتم إعادة النظر في كل جوانب هذه المسألة، ولا يعني ذلك أن العلاقات ستستأنف أو لا تستأنف”.
وأكد وزير الخارجية المصري أن “لا نية لمصر للمشاركة في جهاد في سوريا” في إشارة إلى الدعوات التي انطلقت إبان فترة حكم مرسي، ولكنها (أي مصر) ما زالت تدعم “تطلع الشعب السوري للحرية”.
ولكن فهمي قال السبت إنه يؤيد فكرة التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا.
التعليق:
أولا: إن قرار مرسي قطع علاقات مصر الدبلوماسية مع سوريا، لم يكن قرارا ذاتيا وإنما كان صدى لقرار أوباما بتسليح الجيش الحر، بل إن كل تحركات مرسي بخصوص أحداث سوريا كانت صدى لتخبط أميركا في محاولاتها السيطرة على الثورة، فوجدناه تارة يدعو بتنحي بشار، وتارة يشارك الأردن والسعودية وإيران في رباعية تعمل على حل سياسي في سوريا، وأخرى يسأل كيري عما يحدث في سوريا، ثم نسمعه يسمح بالجهاد في سوريا في حين بواخر القتل الإيرانية تمر عبر قناة السويس لذبح المسلمين في سوريا.
ثانيا: قول وزير الخارجية المصري الجديد نبيل فهمي “إن القاهرة “ستعيد النظر” في قرار حكومة الرئيس محمد مرسي السابقة قطع علاقات مصر الدبلوماسية مع سوريا”. قول لا وزن له فسياسة مصر الخارجية في يد أميركا وقد أحكمت قبضتها عليها منذ خمسينات القرن الماضي، ولا يملك نبيل فهمي النظر فيها فضلا عن إعادة النظر فيها؛ فتصريحاته هذه ما هي إلا فقاعات صابون لا قيمة لها يطلقها فقط للاستهلاك المحلي، أو أنه يمهد لقرار جديد ستتخذه أميركا بهذا الصدد.
ثالثا: أما قول فهمي “لا نية لمصر للمشاركة في جهاد في سوريا” فحاله كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد، فهو لا يملك أن يقرر مشاركة مصر في الجهاد في سوريا أم لا، فقراره مرهون بإرادة أسياده في واشنطن.
رابعا: وأما قول نبيل فهمي: “إنه يؤيد فكرة التوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا” فهو دليل واضح على ارتهان حكومته لسيادة أميركا، وسيرها في تنفيذ مخططاتها، وتحقيق مصالحها في سوريا.
وختاما فلله در الشاعر حيث قال في أمثالهم:
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو دجانة