خبر وتعليق الورطة الأمريكية في أحداث مصر
الخبر:
استمرار الاعتصامات المؤيدة للدكتور محمد مرسي والمطالبة بعودته واتهام قادة المؤسسة العسكرية بالانقلاب على شرعيته!
التعليق:
من الواضح أن خطة احتواء الثورة ثم الالتفاف عليها، ثم إجهاضها، قبل بيان الفريق عبد الفتاح السيسي والمنسوب للقوات المسلحة، وما تلاه من أحداث، كانت تسير بحسب ما أرادت أمريكا وأدواتها من المجلس العسكري السابق وقادة المؤسسة العسكرية الحاليين. وعلى أساس هذه الخطة، ومع اتجاه الناس للإسلام وخطورة تصدر المؤسسة العسكرية للمشهد السياسي ورفض الشارع لحكم العسكر، كان لا بد من تصدر ما يُسمى بالإسلاميين المعتدلين للمشهد السياسي وسحب المؤسسة العسكرية من الواجهة ووضعها خلفهم ليكون الحكام الجدد ساتراً لها.
بيد أن الإعداد لمظاهرات 30 يونيو وما قام به الفلول والدولة العميقة والكنيسة، وعدم وضوح الرؤية السياسية على أساس العقيدة الإسلامية وشريعتها لدى أصحاب التيار الإسلامي المتربعين على سدة الحكم، جعل الأمور تسير بوتيرة متسارعة إلى انهيار شعبيتهم بغير ما كان مخططاً له، فتم تكوين رأي عام في الشارع بتولية رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب رئاسة الجمهورية مؤقتاً، مما دفع بصدور بيان المهلة من المؤسسة العسكرية، وكان هو الاتجاه العام في خارطة الطريق التي أعلنها الفريق السيسي باسم القوات المسلحة، والذي أراد ببيان القوات المسلحة السابق لهذه الخارطة والحاوي على المهلة الـ 48 ساعة أن يستبق الأحداث ويُدخل نفسه والقوات المسلحة في المشهد السياسي فلا يفلت من يدها.
ويُلاحظ الآن أن هناك أصواتاً تتعالى من داخل جماعة الإخوان المسلمين، وبخاصة من شخصيات قيادية، بأنه بعودة الدكتور محمد مرسي ومجلس الشورى المنحل يمكن القبول بالاستفتاء على الرئاسة أو القبول بالانتخابات المبكرة، ويبدو أن أصحاب هذه الدعاوى يراهنون على أن الوقت سيكشف عن وجه الانقلاب القبيح ويزيد من كفة الرأي المؤيد لمرسي والإسلاميين والإسلام، ولكن بأي صيغة وبأي صورة يُعاد المشهد للوراء؟! هل بنفس يد الفريق السيسي؟! هل بلجنة المصالحة الوطنية وفيها الأزهر ويقبل السيسي ومرسي بالوضع وإجراء استفتاء أو انتخابات مبكرة؟! وهل لو عاد مرسي ستكون الأوضاع على ما هي عليه أم أنه سيكون تحت ضغوط شارع يتوق للتغيير واستكمال الثورة ومتحفز ولا يريد أن يُخدع ثانيةً أو قل ثالثةً أو رابعةً؟! هذه هي الورطة الحقيقية!!. وهل يُحسم الأمر بانقلاب داخل المؤسسة العسكرية يعيد الأمور لنصابها؟! وحتى لو حدث، وبرغم أنه ستكون فرص إخلاصه قليلة جداً وسيكون صناعة أمريكية، ولكن كل هذا حتى لو حدث، سيرفع من الأوراق الرابحة لدى الدكتور مرسي والإخوان مما قد يصعب موقف الأمريكان في التفاوض معهم وترويضهم كما فعلوا من قبل، ولذا فهذا حل لا تحبذه أمريكا في الوقت الراهن على الأقل.
وعلى هذا يُمكن تلخيص المشكلة الآن في مسألة (الحشد)، فلو استمر حشد الشارع خلف الدكتور مرسي وتيار ما يُسمى بالإسلام المعتدل وشرعيته، أي استمرار “أخونة القضية”، وإن كان الوقت ليس في صالح الدكتور مرسي وهذا التيار، إلا أن مع الحشد المستمر والمتزايد والضاغط، حينئذ سيكون التفاوض والتراجع الجديد في السياسة الأمريكية، ولكنه للأسف الشديد لن يكون تحريراً من القبضة الأمريكية ومن التبعية لها في هذه الحالة، وإن كان سيظل أملاً ومطلباً يشعل جذوة الشوق في نفوس أهل مصر الكنانة إلى حكم الإسلام وتمكينه، والذي ندعو الله للتعجيل به ونعمل له ابتغاءً لنوال رضوانه حتى يكون حكم خلافة على منهاج النبوة كما بشر نبينا صلى الله عليه وسلم .
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس علاء الدين الزناتي رئيس لجنة الاتصالات لحزب التحرير في ولاية مصر