خبر وتعليق استئناف مفاوضات السلام بين كيان يهود والفلسطينيين
الخبر:
عمان (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إن إسرائيل والفلسطينيين أرسوا الأساس لاستئناف محادثات السلام بعد توقف دام نحو ثلاث سنوات لكنه نبه إلى أن الاتفاق ليس نهائيا ويتطلب المزيد من الجهود الدبلوماسية.
ولم يكشف كيري عن تفاصيل تذكر في الوقت الذي يختتم فيه سادس جولاته بالشرق الأوسط هذا العام في إطار جهود الوساطة. وتوقع كيري أن يتوجه مبعوث إسرائيلي وآخر فلسطيني إلى واشنطن قريبا للمشاركة فيما وصفه مسؤول أمريكي بأنه سيكون استئنافا للمفاوضات المباشرة.
حذّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزراءه من أن المفاوضات المزمع استئنافها مع الفلسطينيين ستكون شاقة، وتعهد بطرح مسودة أي اتفاق يتم التوصل إليه للاستفتاء الشعبي.
التعليق:
جهود أمريكية مكثفة وزيارات متكررة خاصة لوزير خارجية أمريكا جون كيري واجتماعات متتالية تارة في تل أبيب وتارة في رام الله وأخرى في عمان.
إن هذه الأعمال السياسية التي تقوم الإدارة الأمريكية بها في الأوقات الحرجة حيث إن المنطقة الآن ليست مهيأة للسلام. وإن الثورات في البلاد العربية هي شغل الإدارة الأمريكية وكيان يهود. فالجبهة الشمالية لكيان يهود انكشفت منذ الثورة المسلحة في سوريا وهذا الانكشاف لكيان يهود لم تعتد عليه وجيشها منذ أربعين عاما مستريح من حماية هذه الجبهة. وحماية هذه الجبهة منوط ببشار الأسد ووالده من قبل وحيث إن الأزمة السورية امتدت إلى لبنان. وأيضا الجبهة الجنوبية لكيان يهود محمية منذ زمن بعيد، والجيش المصري بقيادته حامية لهذه الجبهة بغض النظر إن كان للإخوان المسلمين أو للعلمانيين. وأيضا العراق وما به من أزمات تعصف به وإن تمكنت أمريكا من بسط سيطرتها على العراق إلا أن الأوضاع تخلخلت الآن بفضل الثورات وخروج الناس للشوارع وهذا أمر مقلق للإدارة الأمريكية. أما الأوضاع في الأردن وبعد أن فتحت الأردن حدودها وأراضيها للقوات الأمريكية والمخابرات الأمريكية. وهناك طمأنة أمريكية للأردن. وفي عنوان: الصحف الأمريكية تقول أن مبعوثاً أمريكيا وصل عمان لطمأنة الملك عبد الله الثاني أن بلاده سوف تحفظ نظام ملكه ولن تتخلى عنه .وعنوان آخر الأردن يطلب من أميركا بطاريات باتريوت.
إن منطقة الشرق الأوسط أصبحت موضع قلق لأمريكا وكيان يهود فلا بد من إشغال المنطقة بأعمال سياسية بهدف التقدم في مساعي السلام ما بين يهود والفلسطينيين وهناك أهم القضايا العالقة بين المفاوضين مثل القدس والمياه والاستيطان والحدود واللاجئين التي لا تنازل من قبل كيان يهود عليها وفي السياق حتى لا تكون هناك ضغوط أمريكية على كيان يهود، وعندما اشتدت محادثات كيري في المنطقة، أعلن كيان يهود الغاصب عن بناء ألف وحدة سكنية استيطانية.
إن المبدأ الرأسمالي مبدأ أزمات إما بخلق الأزمة أو بإدارتها وهذه الإدارة الأمريكية عملت منذ محادثات أوسلو على وضع ملف الصراع العربي – (الإسرائيلي) في البيت الأبيض وكلما سنحت لها الفرصة أو إشغال المنطقة في تفعيل هذا الملف تقوم الإدارة الأمريكية بتفعيله، وفي هذه الأيام وإن أوضاع المنطقة مقلقة للغاية فإن الإدارة الأمريكية تعمل على إشغال المنطقة في محادثات سلام وقد جعلت الإدارة الأمريكية من الأردن مركزا للمحادثات بين الأطراف وهي في الوقت نفسه مركز لمراقبة ما يجري على الأرض السورية.
إن معنى استئناف المفاوضات يستغرق سنوات أو عقوداً من الزمن لأن راعي المفاوضات يتمشى مع يهود وإن أمن يهود على رأس أولويات الإدارة الأمريكية وإن أزلام السلطة قالوا أنهم قدموا ليهود أكثر ما طلب منهم وكما هنأ رئيس كيان يهود، شيمعون بيريز، مساء السبت، نظيره الفلسطيني محمود عباس، بقرار العودة إلى المفاوضات المباشرة.
إن ما يسمى بالسلام ما هو إلا وهم ليس واقعاً على الأرض، وإن الصراع بين الحق والباطل قائم لم يتوقف. وإن تقريب الباطل إلى الحق والحق إلى الباطل بمعنى وضع حل وسط بين الحق والباطل لإنهاء الصراع ما هو إلا ذر للرماد في العيون. نقول إن فلسطين أرض إسلامية وعودتها إلى دولة الإسلام أقرب من حلم السلام.
وإن ما يقوم به أزلام السلطة الفلسطينية من التفاوض مع يهود وأيضا ما يقوم به الملك الأردني من سمسرة على أرض فلسطين هذه الأعمال كي ترضى عنهم أمريكا ويهود وتعدهم أمريكا بالمحافظة على بقائهم في الحكم ((يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)). [النساء : 120]
فإذا طمأنت إدارة أوباما الملك عبد الله على المحافظة على ملكه فمن يطمئن أمريكا على بقائها؟ وإن زوال أمريكا كبقائها وهذا من سنن الكون والله تعالى يقول: ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ)). [الأعراف : 34]
وأخيرا على أي أسس أرسوا استئناف المفاوضات، وعلى أي أساس هرولت السلطة نحو يهود.
إن أزلام السلطة لا يستطيعون أن يقولوا لا لأمريكا ولا ليهود وإنما يسيرون في مخططاتهم كما يريدون وزيادة. ولا يوجد ضمانات كما اشترطت السلطة. وإن يهود بحاجة إلى من يقتلهم شر قتلة لا أن يفاوضهم. ولقد جربت السلطة المفاوضات منذ عشرين عاما أو أكثر ولم يتغير على يهود شيء ولم تحصل السلطة على شيء سوى عضو مراقب في هيئة الأمة المتحدة.
((أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً)) [النساء : 53]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ أبو جلاء