Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الغنوشي يصف ما يجري في مصر بمعركة الإسلام


الخبر:

نشرت صحيفة القدس العربي يوم الجمعة الموافق ل 19-07-2013 تصريحات لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية يصف فيها ما يجري في مصر من أنه معركة أخرى من معارك الإسلام، وانتقد بشدة الحداثيين الذين أيدوا عزل الرئيس محمد مرسي، وقال الغنوشي في خطابه الجمعة أنه في مصر حسمت المعارك الكبرى في التاريخ، المعركة مع الصليبيين حسمت في مصر، والمعركة مع التتر وهي معركة فاصلة في تاريخ الإسلام حسمت أيضا في مصر. وأضاف الغنوشي أن مصر تشهد اليوم معركة أخرى مع معارك الإسلام ستحسم لخير الإسلام وأهله، ونحن لا نملك إلا أن ندعو لإخواننا بأن يثبتهم على الحق وينصرهم نصرا عزيزا.

التعليق:

لا يخفى على أحد أنه طوال سنة من حكم مرسي لمصر لم تجرِ فيها أية معركة بل حتى ولا موقف سياسي مشرف من قبل الرئيس المخلوع مرسي من أجل الإسلام والمسلمين، مع أن بلاد المسلمين القريبة والبعيدة من مصر تموج في بحر لجي من الأحداث الجسام التي تشيب لها رؤوس الولدان، فأمة الإسلام تداعت عليها كل الأمم، تتآمر عليها لتمزقها شر ممزق، ولتسحقها حتى لا تقوم لها قائمة، وما أحداث سوريا عنا وعن مرسي ببعيدة، ومع ذلك لم نرَ مرسي يحرك جيشه نصرة لإخوانه أهل الشام، بل جل ما رأينا هو الخذلان وتبعية للغرب لا مثيل لها، وكلام ممجوج لا ترجمة له على أرض الواقع وتهاوٍ يتبعه تهاوٍ في واد سحيق جر على مصر الويلات والويلات، ولا نبالغ إن قلنا أن ما يجري الآن في مصر يتحمل وزره مرسي أكثر من غيره إذ هو من أرضى الناس بسخط الله سبحانه وراح يغازل أمريكا والغرب من أجل أن يرضوا عنه ولن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم.

ولنا أن نتساءل ونسأل راشد الغنوشي الذي اشتعل رأسه شيبا بعد أن بلغ من الكبر عتيا، عن أي معركة يتحدث؟ وأين هي معارك مرسي البطولية التي وصفتها بمعارك الإسلام؟ إن تجربة الإخوان المسلمين في حكم مصر لا تختلف عن تجربة نهضتكم التونسية في حكم تونس، بل هي نسخة طبق الأصل عنها، فكلاكما عطل تطبيق شرع الله عامدا متعمدا، وكلاكما وضع دستورا وضعيا هو خلاصة عفن العقل البشري، وكلاكما رضي بمجرد حكم، حكم منقوص، إذ رضي وقبل أن تكون الوزارات السيادية خارج سلطته، وكلاكما فتح الأبواب على مصاريعها للفساد والمفسدين، فالبارات والكباريهات تعمل بشكل طبيعي وأكثر من ذلك، وكلاكما رهن البلاد للأجنبي يرتع فيها، وتركه يصول ويجول فيها وكأنها مزرعة أبيه وجده، وكلاكما حارب بعض الجماعات الإسلامية، فجيوش مرسي لم نرها في حرب مع يهود المحتلين للمسجد الأقصى المبارك ولكننا رأيناها في سيناء تحول الأرض إلى خراب ودمار وتقتل المجاهدين، وأما حكومة النهضة فلا هم لها إلا ملاحقة الإخوة السلفيين أنصار الشريعة، وأما العلمانيون أصحاب الشذوذ الفكري فهم في أمن وأمان!! فأين هي معارك الإسلام؟ ثم أليس من الإجحاف أن يوصف ما يجري في مصر وكأنه معركة بين إسلام وكفر؟ فهل أصبح العلمانيون كفارا في نظر الغنوشي؟!!

أما عن قول الغنوشي بأن ما يجري في مصر سيحسم لخير الإسلام وأهله، فنحن لا نشك في أن ما يجري في مصر والشام سيكون لخير الإسلام وأهله، وسيكون مقدمة لفتح عظيم على أمة الإسلام إن شاء الله، ولكن بشرط التوبة النصوح والعودة الحقيقة إلى الله سبحانه والعمل على إرضائه وحده سبحانه والاتكال عليه وحده وطلب العون منه والتوقف عن الارتماء في أحضان أمريكا وأوروبا، بل قطع أياديهم التي تتدخل في شؤون المسلمين، والعمل مع المخلصين من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عندها فقط سيرى الغنوشي وأمثاله المعارك الفاصلة التي ستبدأ بتحرير فلسطين والأقصى الأسير، ولن تتوقف حتى ترتفع راية الإسلام فوق البيت الأبيض والكرملين والفاتيكان وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا / الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا