Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لا جوع في ظل الدولة الإسلامية


الخبر:

جاء في تقرير نشرته وكالة معا أمس بعنوان “تكية سيدنا إبراهيم- ملاذ الفقراء منذ عهد صلاح الدين”: لا تزال تكية سيدنا إبراهيم في الخليل مقصدا للفقراء والمحتاجين منذ أن أسسها القائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي لإطعام الجيوش والقادمين إلى المدينة.

وفي شهر رمضان يصبح للتكية أهمية كبيرة وهي تقدم الطعام للمحتاجين على مدار الأسبوع، فهي مفتوحة أمام جميع قاصديها سواء من داخل المدينة أو خارجها.


التعليق:

منذ أكثر من ألف عام، لا تزال تكية سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام والتي تأسست عام 1187م في زمن صلاح الدين بجوار المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين ملاذاً للفقراء والجياع والمساكين وللوافدين، ليس فقط في المدينة وحدها، بل لزوارها الذين يتوافدون إليها من مختلف الأراضي الفلسطينية خاصة خلال شهر رمضان المبارك حيث يبلغ عددهم بالآلاف. ويزداد العدد عاما بعد عام بازدياد عدد المحتاجين نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الناس في ظل ما يسمى بالسلطة الفلسطينية التي زادت الوضع سوءا وفقرا، خاصة لسكان البلدة القديمة الذين يتعرضون أيضا لهجمات الجيش والمستوطنين اليهود.

إن هذه التكية مثل غيرها من التكايا المنتشرة في بلاد المسلمين تشير إلى رعاية الدولة الإسلامية لأبنائها وزوارها واهتمامهم بدور العبادة التي لم تكن فقط مساجد للصلاة بل كانت مدارس وجامعات يُقدم فيها العلم والمعرفة. فرعاية الفقراء والمرضى والمسنين والأطفال واليتامى من أهم واجبات الدولة وليست مهمة أفراد وجمعيات كما هو الحال الآن في كثير من دول العالم الإسلامي والتي هي حلول ترقيعية تطيل من عمر الأنظمة البالية الفاسدة. فالدولة لها بيت المال وله موارده المختلفة من الزكاة والفيء والخُمس بأنواعه والجزية والخراج وغير ذلك ومنه تنفق على الرعية وتسد حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم وعلاج وتؤمن لهم الراحة والرفاهية.. الدولة التي لا يشبع حاكمها ولا يأخذ من مال الأمة شيئا مهما قلّ أو كان بحاجته.. ورحمك الله يا ابن الخطاب حينما خاطبت معدتك قائلا: “قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين”، ورحمك الله يا ابن عبد العزيز مخاطبا أولاده حينما طلبوا أن يلبسوا الجديد مثل بقية الأطفال: “أتصبرون وندخل جميعا الجنة أو لا تصبرون ويدخل أبوكم النار؟” أين منهم رويبضات هذا الزمان السارقون الناهبون لخيرات الأمة، والرعية من حولهم جياع عرايا محتاجون بؤساء. يتصرفون في ثروات الأمة وكأنها ملك شخصي لهم ينثرونه ذات اليمين وذات الشمال.

إن جلّ اهتمام الفرد وحياته وجهده وتفكيره الآن هو فقط كيف يؤمن لقمة العيش لأولاده وعائلته! كيف يطعم أطفاله! كيف يعلمهم! كيف يؤمن لهم العلاج إن مرضوا! مع أن هذا كله مكفول له في الدولة الإسلامية التي نسعى لتحقيق وجودها على أرض الواقع قريبا بإذنه تعالى، وعسى أن يكون هذا اليوم قريبا.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي