خبر وتعليق النظام السعودي يحرم المحاسبة التي أوجبها الله
الخبر:
كشف تقرير صادر عن حكومة الولايات المتحدة الأميركية عن أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية فصلت نحو 3500 إمام من مناصبهم منذ 2003 حتى 2011، بعد عدم تمكن لجنة مركزية تابعة للوزارة من إقناع هؤلاء الأئمة من العدول عن طريقة تفكيرهم ودعوتهم إلى آيديولوجيات «متشددة» وأكد التقرير الصادر عن عام 2012 (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن الوزارة لم تفصل أي إمام خلال عام 2012 ينتهج تلك الأفكار المتشددة، وأن الوزارة رصدت مواقع ومنتديات لمتطرفين على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وأدرجت عليها حججاً مضادة. وأشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية لا تزال تواصل مراقبة المواد التعليمية المستخدمة في المخيمات الصيفية الدينية، للحيلولة دون تعليم الأيديولوجيات المتطرفة للأحداث. (جريدة الحياة، 21- تموز-2013).
في سياق متصل أفرجت السلطات السعودية فجر الاثنين 22-تموز-2013 عن الشيخين محمد العريفي ومحسن العواجي بعد اعتقالهما لعدة أيام في ظروف غامضة. (القدس العربي، 22-تموز-2013)
التعليق:
ضاق صدر آل سعود من اعتراض الناس عليهم فأصبحوا يعتقلون من يخالفهم الرأي ولو كان ممن قدم لهم الولاء والطاعة ودعا لهم على المنابر، لقد أصبحوا يعيشون على هاجس الثورات وأن تنقلب الأمة عليهم فيسلبونهم الملك الذي أعطاهم إياه الإنجليز، فها هم لا يقبلون أن يتصدر المنابر إلا من أعطى ولاءه الكامل وعطّل تفكيره وجعل أجهزة المخابرات هي التي تفكر عنه، ضاربين بذلك عرض الحائط بالحكم الشرعي الذي يوجب محاسبة الحكام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ” صححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: “سَتَكُونُ أُمَرَاء فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ” رواه مسلم، وفي الحديث الذي رواه مسلم: “الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ يا رسول الله؟ قالَ: للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ” وفي حديث آخر “إنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ” أخرجه الترمذي. وها هو أبو بكر رضي الله عنه يقول لما بويع بالخلافة: “فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني.. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرد على من قال له اتق الله: “نِعم ما قال، لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم”…
فما بال آل سعود يعطلون هذا الحكم الشرعي الذي أوجبه الله ويمنعونه ويعتقلون من يقوم به، ولا يتورعون عن المجاهرة بمعصية التجسس على المسلمين في المنابر والمخيمات والإنترنت، خلافا لأمر الله تعالى ((وَلَا تَجَسَّسُوا)) [سورة الحجرات] ..
نذكر آل سعود بقوله تعالى ((وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء)) [سورة آل عمران] فإن ربيع الأمة قادمٌ إليكم وإن رياح التغيير ستصلكم فهذه سنة الله في خلقه ((وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)) [سورة آل عمران] وحينها كونوا على يقين بأنكم لن تفلتوا من عقاب الناس في الدنيا ومن عقاب الله في الآخرة، ما لم تتوبوا قبل أن يأتي يوم لا تنفعكم فيه توبة..
إن الواجب على أبناء بلاد الحرمين الشريفين، ومشايخهم وأئمتهم، أن يستمروا في هذا الفرض العظيم، فيقولوا الحق، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويحاسبوا الظلمة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأن يصبروا ويثبتوا على ذلك حتى يأتي أمر الله، فيقام حكم الله الراشد كاملا في بلادهم، بدلا من هذا الملك الجبري العميل الجاثم فوق صدورهم، ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)) [سورة الروم].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني / بلاد الحرمين الشريفين