Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق السيسي الخادم المطيع لأميركا


الخبر:

نقلت الجزيرة في الرابع والعشرين من الشهر الجاري خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي في مصر والذي طلب فيه السيسي من الشعب المصري النزول للشارع المصري في السادس والعشرين من الشهر الجاري لإعطائه شرعية وإذناً لاستخدام القوة ضد ما سماه الإرهاب المحتمل من المعارضين للانقلاب على محمد مرسي الرئيس المصري المخلوع.

 

التعليق:

إن الواضح أن أمريكا استخدمت الإخوان المسلمين للإجهاض على ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، فقد بحثت أمريكا عن فصيل له ثقل في الشارع المصري يمكن أمريكا من احتواء الثورة والالتفاف عليها. وبالطبع فقد وقع الاختيار على الفصيل الأكثر اعتدالا، نعم لقد وقع اختيارها على الإخوان المسلمين مع التحفظات الكثيرة بأن الإخوان ينتمون من قريب أو بعيد إلى الإسلام السياسي.

 

وبعد مجيء الرئيس مرسي بصناديق الانتخاب قام بضمان سير البلاد حسب القانون الدولي وأبقى مصر مقيدة بالاتفاقيات والمعاهدات السياسية والاقتصادية المهينة التي ورثها عن السادات ومبارك. كما أن الرئيس المخلوع مرسي قبل القدوم إلى السلطة وبلا سلطة، أي دون أن يكون الجيش والقضاء وحتى الشرطة في يده.

وبهذا تكون أمريكا وصلت إلى مبتغاها باحتواء ثورة الخامس والعشرين من يناير بأقل الخسائر ولكن بوجود بعض المنغصات لها ألا وهي العباءة الإسلامية التي حاول مرسي والإخوان المسلمون تزيين الدستور المصري العلماني بها.

 

وهناك عامل آخر أقلق أمريكا ألا وهو ظهور العامل الفاعل المتمثل بالشعب المصري، هذا العامل الذي طالما غاب عن الساحة والصراع منذ هدم الخلافة العثمانية عام ١٩٢٤م.

 

الذي يبدو أن أمريكا الآن تريد تمزيق وتغييب هذا العامل من جديد وخصوصا بعد أن استطاعت التقاط أنفاسها بعد ثورة مصر في الخامس والعشرين من يناير. فقد استخدمت الإخوان المسلمين في هذه المهمة (مهمة احتواء الثورة المفاجئة لها) والآن لا بد من تفتيت العامل الشعبي في مصر وتغييبه من جديد عن طريق إذلاله وإهانته باستباحة إرادته وعزل رئيسه وحبسه والتعامل مع المعارضة بهذا الشكل المقزز سياسيا.

 

لقد كان قادة ضباط الجيش المصري وما زالوا يدا لأمريكا في مصر الكنانة ويحرك الآن السيسي هذه اليد كما تشاء أمريكا ولقد بلغت به العمالة والدناءة إلى أن يقتل الأطفال والنساء والشيوخ أمام الحرس الجمهوري.

 

إن الوصفات التي تعد في المطبخ الأمريكي ينفذها السيسي بحذافيرها وقد بلغت به الجرأة أن يطلب من الناس تفويضاً وتصريحاً بقتل المعارضة في مصر بحجة الإرهاب المحتمل.

 

إن ما هو غاية في الأهمية الآن هو أن يدرك العقلاء والمخلصون أن البلاد لا تحكم دون أن يكون الجيش تابعا للسياسة. الجيش يجب أن يكون خاضعا للسياسة وليس العكس. إن استلام أي حكم في أي بلد دون أن يكون الجيش بيدك معناه أن يكون الحاكم طرطورا وأن تسير البلاد تحت إمرة من يدفع معونات أكثر للجيش.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج أبو مالك