خبر وتعليق إغتيال جديد دليل جديد
الخبر:
عاشت تونس يوم 25 جويليا حادثة اغتيال المنسق العام للتيار الشعبي والنائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي؛ حادثة شنيعة فظيعة؛ رصاصات غدر بلغ عددها 12 رصاصة تعدت على حرمة الذات البشرية في شهر رمضان المعظم فزادت وضعية تونس المضطربة اضطرابا.
التعليق:
إن هذا الحدث ليدفعنا دفعا إلى تذكر سلسلة من الأحداث التي مرت بها تونس: أحداث أفريكا وأحداث العبدلية وحوادث حرق المقامات وأحداث الشعانبي وحادثة اغتيال شكري بلعيد وغيرها؛ أحداث تسلط الضوء على مدى الاختراق الأمني الذي تعيشه تونس ما بعد الثورة؛ أحداث تكشف النقاب عن هزالة الدولة وعدم قدرتها على كشف ما يطبخ في الكواليس ومن وراءه؛ أحداث تميط اللثام عن الأيادي الممتدة من خارج تونس والتي تحرك خيوط الوسط السياسي.
إن حادثة اغتيال محمد البراهمي لدليل جديد يضاف إلى الدلائل المشيرة إلى أن ما يحدث في تونس هو أجندة غربية ولو نفذت بأياد محلية فالحادثة التي وقعت في رابعة النهار لا يمكن إلا أن تصدر عن جهة منظمة ومرتبة وقادرة وتحت أيديها إمكانات لوجستية عالية.
لكن الجدير بالاهتمام وبإبرازه للرأي العام في هذه الفترة هو حقيقة كرتونية الدولة القائمة والتي وجدت نفسها مكبلة لا تستطيع قولا حقا ولا فعلا جديرا بالاحترام فانغمست في إخراج المسرحيات الركيكة بين الفينة والأخرى لتلقمها للناس علهم يسكتون؛ فأضحى حرصها ينحصر في خوض حرب الدفاع عن الشرعية متسترة بها؛ مستعملة إياها ورقة توت تستر بها عورات أفعالها الشنيعة التي خانت بها أمانة رعاية شؤون الناس المنوطة بعهدتها.
وفي مقابل هذا الفريق نجد فريقا خانته صناديق الاقتراع؛ فغدا يستعمل كل حدث بالركوب عليه عله يؤثر ويجد له بعض موطئ للقدم؛ فصارت دماء الناس عنده للمتاجرة بها والمزايدة؛ فزاد الصراخ بوجوب إنشاء حكومة إنقاذ وطنية وبحل الحكومة والمجلس التأسيسي؛ ناسين أو متناسين أن برامجهم؛ هذا إن كان لديهم برامج؛ لن تغير حقيقة الأوضاع المزرية فهم يسعون لتبديل الوجوه والإبقاء على عملة واحدة هو النظام الفاسد المفسد سبب الويلات التي يعيشها الناس النظام الذي لا يوفر الرعاية ولا يحقق حتى الكفاية.
إن الحل الجذري للواقع المزري الذي تعيشه تونس لا يكون إلا بقطع كل الأيادي المتطاولة ونزع النفوذ الأجنبي وإرساء نظام قائم حقيقة على رعاية شؤون الناس بكل سيادة وإرادة ولا يكون ذلك إلا بإرساء نظام الإسلام القادر على ذلك.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: أم أنس – تونس