خبر وتعليق خطاب في 5 دقائق حول قتل المسلمين في القاهرة
الخبر:
كانت لدي بضع دقائق، لا تزيد عن خمس، لمخاطبة جمهور متنوع حول قتل المتظاهرين ليلا في رابعة العدوية في القاهرة.
الأنباء الواردة من مصر لهذا اليوم كانت حزينة جدا. فقد ذكرت بعض التقارير أن أكثر من 120 شخصا قتلوا في رابعة العدوية، العديد منهم من مؤيدي مرسي. قبل ساعات قليلة فقط من الآن، أي بعد الفجر بقليل، تقاطرت الأخبار المبكرة عن بعض الوفيات في القاهرة، لكن الأمر لم يَبْدُ وكأنه حدث ضخم. لكن بعد بضع ساعات تطورت الأوضاع في ميدان رابعة العدوية، فكانت الصور التي تأتي من هناك عبارة عن صفوف من الجثث الغارقة في الدماء. إنه مشهد مروع حقا.
التقيت بأخ صومالي في مسجد محلي في بلدتي عند صلاة الظهر فقال أنه عندما يألم المسلمون، فإنه كذلك يتألم. وفي الواقع كان هذا اليوم هو يوم الشعور بالألم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون. نسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يرزق القتلى الجنة ويمنح الصبر لأهليهم في هذه الأوقات الصعبة.
التعليق:
لذلك فكرت فيما أود أن أقوله لجمهوري في تلك الدقائق القليلة مع الأخذ في الاعتبار أن البعض قد يكون في الواقع داعماً للانقلاب في مصر ويكون من معارضي الدكتور مرسي. قرأت البيان الصحفي الذي كتبه الأستاذ شريف زايد، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في مصر، لأستفيد منه على الأسلوب الذي تم به معالجة هذه المسألة محلياً. فقررت أن أتناول النقاط التالية:
1) أحمل الجمهور على التعاطف مع القتلى والدعاء لهم. لأننا كمسلمين فإن أقل ما يمكن لأحدنا القيام به هو الاعتراف بأن هذا القتل كان جائرا على إخواننا المسلمين.
2) أن اشرح لهم أن هذا القتل قد وقع لأن هناك خطة خطيرة تتكشف في مصر. فقد دعا القائد العام عبد الفتاح السيسي الناس للخروج يوم الجمعة لدعمه. وهو قائد عسكري، تدرب في الولايات المتحدة وله روابط وثيقة مع أمريكا. فمصر لديها قناة السويس ذات الأهمية العظمى بالنسبة للنقل البحري والتجارة العالمية، وتحافظ على أمن الكيان الإسرائيلي، وهي البلد الإسلامي الأكثر كثافة سكانية في المنطقة، وتعتبر كذلك المفتاح الرئيسي للأحداث الإقليمية والعالمية، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها عليها. وقد كان التدخل الأمريكي في مصر من خلال بعض كبار قادة الجيش، وكان آخرهم هو عبد الفتاح السيسي.
استمرت المظاهرات ضد الانقلاب على مرسي لأكثر من ثلاثة أسابيع، إلا أن السيسي قرر الآن وضع حد لها وإقامة البرنامج السياسي الذي أعلن عنه. لذلك فقد احتاج إلى ذريعة لمسح الشوارع، لذلك دعا الناس للنزول إلى الشوارع حيث إن الاشتباكات هي التي توفر ذلك. وقد تم تصميم الوضع لخلق اشتباكات، والتي ستعقبها ذريعة للتدخل ومسح المعارضة من الشوارع حتى وإن كان ذلك يعني سفك دماء شعب مصر.
3) إن قتل المسلمين هو خط أحمر، وإن الإسلام هو الذي يجب أن يكون مرجعا لنا.
عن عبد الله بن عمر قال – رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول “ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيرا” [ابن ماجه].
والكعبة هي أعظم رمز إسلامي على الأرض بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم حيث تتجه وجوهنا نحوها خمس مرات يوميا حين نصلي. ومع ذلك، فإن حرمة دم مؤمن واحد هو أعظم عند الله سبحانه وتعالى من حرمة الكعبة.
وبما أن دم مؤمن واحد هو أقدس عند الله سبحانه وتعالى من الكعبة، بل أقدس من الأرض كلها وما عليها، لذا فمن الأهمية أن يعطي المسلمون نفس الأولوية على دم إخوانهم وأخواتهم، ويعاملوا انتهاك حرمة دماء المسلمين بأنه أسوأ من الاعتداء على الكعبة. لذا فإنه في حالة ما يجري في مصر، يجب أن يكون سفك الدماء خطا أحمر. فأيا كان الجانب الذي نقف معه على الصعيد السياسي فإن سفك الدماء شيء يجب أن نعارضه وأن لا نتورط أو ننخرط فيه. فهذه الخطة الخبيثة لا تخدم سوى مصالح الولايات المتحدة وسائر الحكومات الاستعمارية والكيان الإسرائيلي.
إنه يجب علينا أن نناشد المشاعر الإسلامية وأذهان الناس لإفهامهم بأن هناك العديد في الجيش وفي المعسكر المناهض لمرسي الذين يعارضون قتل المسلمين. فقط الإسلام هو الذي يوحدنا ويمنعنا من قتل بعضنا البعض. فالإسلام وحده هو الذي يمكن أن يضمن مستقبل سلمي ومزدهر للجميع في مصر ويجب أن نعمل على إقناع الآخرين بذلك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى / الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا