المغرب: كلمة تهامي نجيم عند خروجه من السجن السبت، 25 رمضان المبارك 1434هـ الموافق 03 آب/ أغسطس 2013م
بسم الله الرحمن الرحيم
(( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ))
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والحمد لله على فضله وإحسانه والحمد لله على مِنَحه في مِحَنه والحمد لله أن أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ. قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ).
وأصلي وأسلم على أُسْوَتِنا وقُدْوَتِنا محمد بن عبد الله المبعوثِ بالإسلام رحمةً للعالمين، من بهديه أَخَذْنا وبسُنته اقْتدينا، القائل:” لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَوْ بَشَرٍ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ، أَوْ رَآهُ أَوْ سَمِعَهُ” والقائل: “لا يَنْبغي لامْرِئٍ شَهِد مقاما فيه حق إلا تكلم به، فإنه لن يُقَدِّم أجله ولن يَحْرِمَه رزقا هو له “
اللهم إنك تعلم أننا ما سُجِنَّا لِجُرم ارتكبناه، وإنما سُجِنا لأنا قلنا كلمة الحق وقمنا بواجِبِنا الفكري في النُّصحِ لأمتنا بتصحيحِ مفاهيمها، وكذلك بواجبِنا السياسي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحذير أمتنا مما يحاك لها من أعدائها وتبصيرها بطريق الخلاص من ضَنْك العيش الذي تحياه مبشرين أمتنا بوعد الله سبحانه: (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) وببشرى نبينا صلوات ربي عليه: “ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”، اللهم فتقبل منا وارفع درجَتَنا وثبتنا على الحق ما حيينا.
اللهم فجاز عنا أهلينا خيرا فقد تحملوا عنا كل مسؤولياتِنا صابرين محتسبين.
وليعلم القاصي والداني أن الظلم والاضطهاد والبطش والتخويف لن يجعل الحق أقل حقا ولن يجعل الباطل أقل باطلا، فالرأي يواجه بالرأي لا بالاعتقالات السياسية:
ضع في يدي القيـــــــــــــــــــــد ألهب أضلعي … بالسوط ضع عنقي على السكيـــــــــــن
لن تستطيع حصـــار فكريَ ساعـــةً … أو نزع إيـــــمــــانـي ونـــــور يــــقـــــيــــــنــــي
فالنـــور فــــي قلبـي … وقلبي في يديْ ربــــــي … وربــــــي حـــــافــــــظـــــي ومعيني
إن التاريخ يشهد على أن مقارعةَ الأفكارِ بالبطشِ والظلمِ والتخويفِ وتلفيقِ التهمِ لم يَمْنَعْ ظهور الحق ولا مَنعَ دعوةَ الحقِ من الانتشار والتمكين.
وها هو حزب التحرير منذ تأسيسه في سنة 1953 وهو في توسع وانتشار ومن عَلِيٍّ إلى أعلى وهو اليوم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق غايته رغم كل ما لاقاه من تنكيل وبطش من حكام الجور، فلا قضى عليه حافظ ولا بن علي، ولا أفناه القذافي ولا صدام، ولا أزاله مبارك ولا كريموف ولا أمثالهم مع أن سجلاتهم في البطش تجعل الولدان شيباً…
وما هذا إلا لأنه قائم على الفكرة الإسلامية، فالفكرة الإسلامية هي الروح لجسمه، وهي نواته وسرّ حياته. وأنى لأي كان أن يقضي على هذه الفكرة الصافية النقية المتبلورة، وأنى لأي كان أن ينتزعها منا وقد أقنعت عقولنا وملكت قلوبنا.
(( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ))
تهامي نجيم
لمزيد من الصور في المعرض