خبر وتعليق هيئة علماء السودان تصف ما حدث في مصر بالانقلاب على الشرعية
الخبر:
اعتبرت هيئة علماء السودان ما حدث في مصر انقلاباً كاملا على الشرعية التي تراضى عليها الجميع وأشارت الهيئة في بيان لها لتعطيل الدستور وحبس الرئيس المنتخب ديموقراطياً.
التعليق:
أن يأتي مثل هذا الكلام من عوام الناس مقبول، وأن يأتي من السياسيين الواقعيين فهو أيضاً مقبول. أما أن يأتي من هيئة علماء يفترض فيهم إحقاق الحق وإظهاره للناس حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم فهو الأمر الغريب الذي لا نجد له تفسيراً.
ألا يعلم الإخوة علماء السودان أن الشرعية التي أتى عن طريقها مرسي شرعية باطلة ومناقضة للإسلام في أساسها وتفاصيلها، حتى ولو تراضى عليها الناس كما جاء في بيان الهيئة فالقضية ليست رضا الناس وإنما رضا رب الناس فرسولنا الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه يقول: “من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله تعالى عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس” ثم ما لكم ساخطون على تعطيل الدستور؟! أهو أحكام شرعية مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أرشدا إليه من قياس شرعي ومن إجماع الصحابة أم أحكام طاغوت وضعها البشر.
فأنتم يا علماء السودان تعلمون وكل العالم يعلم أن الدستور المصري الذي استفتى الناس عليه في مصر كان دستوراً علمانياً لا علاقة له لا من قريب أو بعيد بالإسلام العظيم وأحكامه فالأصل أن تفرحوا لتعطيل هذا الدستور الباطل وتطالبوا أهل مصر وخاصة المحتشدين في ميادين رابعة العدوية والنهضة، وغيرها أن يطالبوا بدستور إسلامي مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا أن تساعدوا في تضليل هذه الملايين التي تؤيد مرسي لمجرد أنه رفع شعار الإسلام وطبق غيره. فاتقوا الله يا علماء السودان في المسلمين وقولوا الحق ولو على أنفسكم، فإن الموت أقرب إليكم من شراك نعلكم، والحساب والعقاب أمامكم في يوم تشخص فيه الأبصار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان أبو خليل / الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان