خبر وتعليق تركيا أعطت الضوء الأخضر لحكم ذاتي في غرب كردستان
الخبر:
أدلى رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، الرئيس المشارك صالح مسلم، الموجود في تركيا منذ يومين، أدلى بتصريحات لافتة تتعلق بمناقشة الحكم الذاتي الديمقراطي بعد محادثات مع المسؤولين الأتراك عن أجندة غرب كردستان. ففي لقاء أجراه معه تلفزيون 24، قال صالح مسلم إن طلب السوريين الأكراد بالحكم الذاتي قد وضع على أجندة المحادثات، وفي حال اتفاق المجلس الكردي الأعلى في أنقرة والائتلاف الوطني السوري المعارض، فإن تركيا ستقوم بالاعتراف بالحكم الذاتي الديمقراطي الذي سيعلنه الأكراد في غربي كردستان. [المصدر: صحيفة ت24 الإلكترونية]
التعليق:
إن الحكومة التركية التي اتفقت مع حزب الاتحاد الديمقراطي بعد حزب العمال الكردستاني، تقوم بتأسيس تحالفات مع جميع محاور الشر ضد المسلمين الراغبين في إقامة الخلافة.
وإن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تقوم بخيانة القوى الثورية منذ بداية الثورة السورية بشكل تخطى كل الحدود. في البداية مع المجلس الوطني السوري لمدة طويلة، وبعد ذلك مع الائتلاف الوطني للقوى الثورية والمعارضة السورية فإن تركيا التي تخدم السياسة الأمريكية نحو سوريا، قد بدأت لاحقا عملية تسمى محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، وضمان إحالة كوادر العصابات المسلحة لحزب العمال الكردستاني إلى سوريا وإعدادها للقتال عند الحاجة ضد المجموعات التي تسعى لإقامة الخلافة. والآن فإن أمريكا التي تحضن وليدها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والتي بدأت في تطبيق خطتها الشريرة الجديدة، تسعى لسحب المقاومة داخل سوريا إلى حرب أهلية ولزرع بذور الشقاق والفتنة بين الشعب وجماعات المقاومة التي تسعى لدولة إسلامية وبين الأكراد.
إن الرئيس المشارك صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، جناح حزب العمال الكردستاني في سوريا الذي يحميه حزب البعث وتدعمه أمريكا وإيران ضد مجموعات المجاهدين، حضر إلى تركيا بناء على دعوة من وزارة الشؤون الخارجية واجتمع مع مسؤولين من الشؤون الخارجية والمخابرات التركية. وجدير بالذكر أن صالح مسلم قد اشترك في المؤتمر الوطني الكردي المنعقد في أربيل قبل أن يحضر إلى هذه الاجتماعات.
وقبل هذه الزيارة حدثت بعض الخلافات بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجبهة النصرة، بعد ذلك تم رفع علم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فوق مبنى بالقرب من الحدود التركية. وبعد هذا التطور الذي جذب رد فعل تركيا، أدلى صالح مسلم بتصريحات لصحيفة تركية قال فيها: “نحن نريد إقامة حكومة مستقلة في المنطقة لتحقيق الاستقرار مؤقتا. وهذا لمصلحة تركيا والغرب. لأننا نحارب ضد أولئك الذين يريدون إقامة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية”. ليس ضد شبيحة نظام البعث في منطقة رأس العين، بل ضد مجموعات المجاهدين، وبالأحرى يُلاحَظ أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بخرقه للاتفاقية وهجومه من الخلف غدرا، فإنه يستخدم لهجة نظام البعث وأمريكا. وقبل فترة كان وزير الخارجية السوري قد قال: “نحن لا نقاتل لحماية الحدود السورية فقط، بل نقاتل لحماية حدود تركيا، والأردن، ولبنان أيضا. لأن المقاتلين معنا هنا يسعون لإقامة دولة الخلافة الإسلامية”.
لذلك فإن الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم الذي اجتمعت معه الحكومة التركية، يحاول بشكل واضح زرع بذور الفتنة وافتعال الالتباس في شمال سوريا لتحقيق مصالح البعث وأمريكا. وإذن ما هو الدور الذي تلعبه تركيا في هذه المرحلة؟ استنادا إلى تصريحات صالح مسلم فإن تركيا ستعترف بالحكم الذاتي الكردي المزمع إعلانه في غرب كردستان مقابل اتفاق حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مع الائتلاف الوطني السوري والعمل معه. وبالتالي فلصالح من يعمل الائتلاف الوطني السوري؟ بالطبع لمصالح الولايات المتحدة…
ونتيجة لذلك، فإن تركيا تمنح الإذن للحكم الذاتي الكردي المزمع تأسيسه شمالي سوريا الذي لطالما اعتبرته خطا أحمر. مقابل ماذا إذن، مقابل محاربة أولئك الذين يقاتلون من أجل دولة الخلافة الإسلامية والتحالف مع المعارضة المباعة…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار / ولاية تركيا