خبر وتعليق ملوك مرحلة الحكم الجبري
الخبر:
أصيب عشرات المتظاهرين في العاصمة المغربية الرباط مساء الجمعة بجروح متفاوتة الخطورة إثر استخدام قوات الأمن القوة لمنعهم من التجمهر أمام البرلمان للاحتجاج على صدور عفو ملكي عن إسباني اغتصب 11 طفلا وحكم عليه بالسجن ثلاثين سنة قضى منها عاما واحدا فقط.
ومنعت الشرطة المتظاهرين من التجمع أمام البرلمان المغربي في وسط العاصمة، باستخدام الهراوات، مما أدى لإصابة عدة أشخاص من بينهم صحفيون.
والإسباني المدان باغتصاب الأطفال وتصويرهم واحد من بين 48 محكوما إسبانيا قالت وكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء إن الملك محمد السادس عفا عنهم يوم الثلاثاء، بناء على طلب من ملك إسبانيا خوان كارلوس الذي زار المغرب الشهر الماضي… [المصدر: الجزيرة نت]
التعليق:
يبدو أن مرحلة الربيع التي تمرُّ بها الأمةُ الإسلامية لم تصلْ أخبارُها بعدُ للقصرِ الملكيِّ في المغرب، فهذا ملكُ المغربِ ما زال يعيشُ مرحلةَ الحكمِ الجبري، ويظنُّ أنه بعيدٌ عن أيدي الناسِ، ويظنُّ أن دورَ التخلص منه لم يحِنْ بعدُ.
الملكُ في مرحلةِ الحكمِ الجبريّ يتصرفُ وكأنه فوقَ القانونِ والدستورِ، رُغمَ أنه ليسَ الدستورَ الذي يريده الناس، وليس الدستورَ الذي أمر به اللهُ سبحانه، فمع أنه الدستورُ الذي أراده ملكُ المغرب مخالفاً فيه لمطلبِ الأمةِ الإسلامية، ويعصي به الله سبحانه وتعالى، إلا أنه يتجاوزه، ويصدرُ من أحكامِ العفوِ ما يشاءُ، خاصةً حين يتعلقُ الأمرُ بأسيادِ الملكِ، فيفعلُ حاملو التابعيةِ الغربيةِ ما يشاؤون في بلادنا ويرتكبون ما يشاؤون من جرائم، لكنّ القضاء لا يشملُهم ولا ينطبقُ عليهم، وإن حصل أن طُبّق عليهم، فإن الملكَ يُهرَعُ ليرضيَ أسيادَه فيصدرَ عنهم عفواً وعن جرائمهم.
ومن مظاهرِ مرحلةِ الحكمِ الجبريّ تلك التصرفاتُ التي تقومُ بها أجهزةُ أمنِ الملكِ، حيثُ يمنعونَ الناسَ من التعبيرِ عن رأيهم، ويضربونَهم بالهراوات، ويوقعون الأذى بالناس.
لقد آنَ لحكامِ مرحلةِ الحكمِ الجبري أن يدركوا أنهم تجاوزوا زمانهم، وأن الأمة لفظتهم لفظَ النواة، وأن من بقي منهم إنما ينتظرُ دورَه ليرحلَ، أو تقتلَهُ الأمة شرّ قتلة، وترمي به في مهاوي الردى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة