خبر وتعليق المعتصمون من أجل الشرعية مجاهدون مرابطون في سبيل الله
الخبر:
صرح راشد الغنوشي -زعيم حزب النهضة- في الاعتصام الذي نظمه مؤيدو ومناصرو “الشرعية والوحدة الوطنية” يومي 03 – 04 أوت بساحة القصبة بتونس “أن المعتصمين من أجل الشرعية مجاهدون مرابطون في سبيل الله” وأضاف “أن هذا الحشد العظيم يذكرنا بحشد فتح مكة على يد الرسول صلى الله عليه وسلم!!!” واختتم حديثه قائلا “أن الإسلام والديمقراطية سيان وأختان من الرضاعة وشقيقان حميمان” وشدد على “أن الحل يكمن في ضرورة التوافق الوطني والجلوس على طاولة الحوار لتذليل جميع الصعوبات”.
التعليق:
تتواصل شطحات الغنوشي -الذي سكت دهرا ونطق كفرا- ومحاولاته المتكررة والمعتادة في تلبيس الحق بالباطل مع سعي دؤوب إلى استثارة المشاعر الإسلامية للمعتصمين ويتجلى في الحضور الكثيف للنص القرآني وللسيرة النبوية في حديثه حتى ولو كانت في غير موضعها.
وحري بنا هنا أن نوضح بعض الأمور لإزالة اللبس: كيف يعقل تشبيه المعتصمين من أجل الشرعية بالمجاهدين المرابطين في سبيل الله؟.
عن أي جهاد يتحدث؟ وعن أي رباط؟ وهل أن المطالبة بشرعية انتخابية ترسخ النظام الجمهوري وتعتبر الشريعة فتنة مع التمادي في تقديم التنازلات لإرضاء شق علماني لا وزن له في الأمة بل إنه تم لفظه لفظ النواة وبان حجمه الحقيقي في الانتخابات الأخيرة.
وقد وصل الأمر به إلى القول “بأن هذه الحشود الكبيرة للمعتصمين تذكره بحشد فتح مكة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم!!”.
لقد وصلت الوقاحة والفجاجة بصاحبها أن يتجرأ على هذا القول “كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا”.
فكيف يمكن التحدث عن فتح مكة والذي مثل لحظة تاريخية ومفصلية لإرساء شرع الله ونشر دينه الذي ارتضاه، وكان نقطة الانطلاق في حمل الدعوة الإسلامية ونشر الضياء إلى أصقاع العالم بحشد يرفع رايات -سايكس بيكو-ويردد شعارات وطنية ممجوجة ويطالب بدولة مدنية ودستور وضعي.
أما حديثه عن الديمقراطية وربطها بالإسلام فيبدو أن الغنوشي قد أصابه العمى أو لعل كبر سنه فقد “بلغ من الكبر عتيا” ولعل هذا ما جعله يلوك علكة الديمقراطية التي بان زيفها وسقط صنمها -وما حدث مع صديقه “مرسي” ليس ببعيد، وقد تكفيني مؤونة الرد على ديمقراطية خرقاء بان عوارها ودجلها حين جعلت السيادة للبشر بدل رب البشر.
ولم ينسِ الغنوشي الأسطوانة المملة التي صم بها أشباه السياسيين آذاننا “التوافق الوطني” في محاولة منه لتسويقها باعتبارها الحل السحري لكل المشاكل والأزمات. فعن أي توافق يتحدث؟
ألم يدرك الغنوشي أن التوافق فكرة خبيثة نابعة من إرادة أوروبية ماكرة بالإسلام وأهله، يراد الترويج لها في الحياة السياسية ليتم من خلالها إعادة الطرح العلماني المفلس بإعادة رجاله بعد أن نبذهم الناس وأعرضوا عنهم مما دفعهم للتواري عن الأنظار.
وحري بالشيخ الغنوشي أن يتقي الله في دينه وأمته، إذ لم يكفه التنصل من تحكيم شرع الله نجده يواصل تضليل أبناء الصحوة الإسلامية باستدراجهم إلى مهادنة الديمقراطية والنظام الجمهوري وموالاة الكافر المستعمر.
“ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد علي بن سالم / عضو المكتب الإعلامي لحزب التحريرفي تونس